على مدار الشهور الماضية، سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إثبات عدم ارتكابه أخطاء للمحقق الخاص روبرت مولر، لكن الأسئلة التي يريد مولر طرحها على ترامب، توضح لماذا وصف محامو الرئيس المقابلة بأنها "حقل ألغام". ليس لأن الرئيس الأمريكي لديه تاريخ كبير في الإدلاء بالأكاذيب التي يمكن إثباتها فقط، لكن لأن المحقق الخاص قد تمكن بالفعل من إثبات تهمة كذب 4 متهمين على المحققين. صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أشارت إلى أن العديد من الأسئلة التي طرحها "مولر" فضفاضة للغاية، لدرجة أن ترامب سيحتاج إلى الإلمام بمجموعة من القضايا بشكل مفصل، وفي الوقت الذي يحاول فيه محاموه إعداده بشكل كافٍ لمثل هذا اللقاء، فإنهم لا يعرفون ما يعلمه المحقق الخاص بشكل دقيق. وقال سول وازنبرغ، محامي الدفاع: إن "هذه القائمة تعزز الفكرة القائلة بأن الرئيس لا ينبغي أن يدخل في مقابلة مع مولر"، مضيفا أن مولر يعرف العديد من الأمور، كما أن هذه الأسئلة واسعة ومفصلة، مما يجعل من اللقاء حقل ألغام فعلًا. يوم الثلاثاء، انتقد ترامب نشر الأسئلة على تويتر، ووصفها بأنها "مشينة" ووصف مرة أخرى التحقيق الذي يجريه مولر ب"مطاردة ساحرات". اقرأ المزيد: أسئلة «مولر» تحاصر الرئيس الأمريكي وتدور معظم الأسئلة حول الأحداث المعروفة الآن، مثل اجتماع يونيو 2016 في برج ترامب بين كبار مسؤولي حملة ترامب الانتخابية، والروس الذين وعدوهم بمعلومات لتلطيخ سمعة هيلاري كلينتون. في حين يتطرق بعضها إلى التعاملات التجارية لترامب، وعلى وجه الخصوص المحادثات حول مشروع عقاري مقترح في موسكو، خلال حملته الانتخابية، وهو ما يشير إلى أن "مولر" لا يحقق في الموارد المالية لمؤسسة ترامب بشكل كبير. كما تشير بعض الأسئلة إلى محاولات مولر معرفة ردود أفعال ترامب أو اتصالاته، حول بعض الأحداث التي كان هناك شهود آخرين فيها، مثل المناقشات الداخلية لحملته حول الأمور المتعلقة بروسيا، ومحادثاته كرئيس مع جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي أقاله. وقد تم تقديم الأسئلة إلى محامي ترامب في مارس، ولم تسفر عن أي أحداث منذ ذلك الحين، تاركة المجال مفتوحًا لاحتمال تغييرها مع استمرار تفاوض محامي الرئيس والمحقق الخاص حول مقابلة ترامب ومولر. وجاء تسليم الأسئلة إلى محامي الرئيس بعد لحظة متوترة في بداية ذلك الشهر، بين مولر ومحامي ترامب الرئيسي في ذلك الوقت، جون دود، الذي قال: إن "ترامب كان مشغولاً للغاية في إدارة البلاد ليجري مقابلة مع مولر، خاصة وأنه لم يكن هدفًا للتحقيق"، وفقُا لما ذكره مصدر مطلع على اللقاء. اقرأ المزيد: هل يتسبب محامي ترامب في سقوطه في قبضة «روبرت مولر»؟ من جانبه رد مولر بأنه كان عليه أن يستجوب ترامب ليقرر ما إذا كان لديه دوافع جنائية، عندما اتخذ إجراءات مثل إقالة جيمس كومي، وأثار إمكانية استدعاء ترامب للمثول أمام هيئة محلفين كبرى، على حد قول المصدر. وبعد بضعة أيام، اتصل محقق يعمل مع مولر، لترتيب اجتماع ثان، على أمل إقناعه بالسماح لترامب بالجلوس في مقابلة مع مولر، وفي ذلك الاجتماع، قدم محققو مولر، قائمة بالأسئلة المقرر طرحها على الرئيس، وبعد استعراض القائمة، أصبح دود أكثر اقتناعا بأن السماح لمولر بالجلوس مع الرئيس سيكون مشكلة كبرى. أحد التهديدات الرئيسية لترامب، والتي يثيره طرح مثل هذه الأسئلة هو أنه كما أظهر سابقًا، لديه تاريخ في قول أشياء غير حقيقية، خاصة عندما يتكلم بعفوية. يذكر أن الكذب أمام مسؤولي إنفاذ القانون، أو إخفاء حقيقة مادية أثناء إجراء مقابلة رسمية، يعد جريمة بموجب القانون الأمريكي. وكان "دود" قد استقال في مارس، بعد أن نصح ترامب بأن الجلوس مع المحققين سيعرضه لخطر كبير، لكن ترامب أشار إلى أنه على استعداد لتجاهل نصيحته. علاوة على ذلك، فإن قائمة الأسئلة التي نشرتها الصحيفة الأمريكية في وقت سابق من الأسبوع الجارية، تعد على الأرجح، نقطة انطلاق للوصول إلى نقاط الغموض التي يحاول المحققون الكشف عنها. حيث قال بول روزنزويج، وهو زميل معهد "آر ستريت"، وهو منظمة بحثية محافظة: إن "المحققين يبحثون عن تفاصيل مثل: ما هو مصدر معرفتك؟ متى عرفت؟ من قال لك؟ وماذا قال بالضبط؟". اقرأ المزيد: بعد مداهمة مكتب محاميه.. هل يملك ترامب إقالة «مولر»؟ وأضاف روزنزويج أنهم لن يسألوا، ماذا تعرف عن اجتماع برج ترامب؟ ويخبرك الإجابة، ومع 48 سؤالًا من هذا القبيل، ستكون مقابلة تستمر لمدة يومين، أو 12 ساعة من الاستجواب". وبسبب أن بعض شركاء ترامب السابقين الذين أقروا بالذنب يتعاونون مع المحققين، فإن البيت الأبيض لا يعرف الأدلة التي حصل عليها المحقق الخاص والتي يمكن أن تتناقض مع إجابات ترامب. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن سلطات مولر لا تزال غير مؤكدة، فليس من الواضح ما إذا كان بإمكان مولر توجيه تهم لترامب أو إرسال تقرير اتهامه إلى الكونجرس مباشرة. لكن قائمة الأسئلة تشير إلى أن التحقيق لا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا لترامب حتى لو كان صادقًا بشأن كل شيء في أي مقابلة، حيث يقول صامويل بويل، أستاذ القانون الجنائي بجامعة ديوك: إن "الأسئلة تستهدف مسؤولية ترامب المحتملة". وأضاف بويل أن أسئلة مثل ما الذي كنت تعرفه وتفكر فيه؟ ومتى عرفته وفي ماذا فكرت؟" ليست الأسئلة التي تطلب من شخص ما، لتحديد ما إذا كان لديه معلومات حول ارتكاب شخص آخر لجريمة، إنها أسئلة تطرحونها لتحديد ما إذا كان الشخص الذي تستجوبه مذنبا وخرق القانون أم لا؟.