"لقد بدأت ثورة إنسيل بالفعل! سنقوم بإسقاط كل النساء! كامل التحية للسيد الأعلى إليوت رودجر!"، كانت هذه هي الكلمات الأخيرة التي نشرها "إليك ميناسيان" على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قبل لحظات من تنفيذه حادث دهس المارة بمدينة تورنتو الكندية يوم الإثنين الماضي، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص. ويشيد "ميناسيان" البالغ من العمر 25 عامًا، في هذا المنشور، ب"إليوت رودجر"، وهو طالب جامعي أسقط ستة أشخاص في حرم جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا عام 2014. وأشارت شبكة "سكاي نيوز" إلى قيام رودجر، قبل يوم من شن الهجوم، بتحميل فيديو على شبكة الإنترنت، يشكو من سوء معاملته على أيدي النساء، حيث قال "إن الفتيات تمنحن عاطفتهن وجسدهن وحبهن للآخرين، لكن ليس لي، عمري 22 عامًا، وما زلت أعذر، لم أُقبّل فتاة من قبل". مثل "ميناسيان"، عرف عن رودجر أنه كان عضوًا في "إنسيل"، وهي تعني "العازب كرهًا"، وهي اللفظة التي يستخدمها مجموعة من الرجال الذين يلومون النساء على عدم الدخول في علاقات معهم، وتعد "إنسيل" جماعة كارهة للنساء. اقرأ المزيد: ارتفاع ضحايا حادث الدهس في كندا ل9 قتلى و16 مصابا (فيديو) ويجتمعون على منصات التواصل بشكل مجهول على الإنترنت، مثل موقع "4chan" و"incels.me"، حيث يستخدمون مفردات خاصة بهم للتنفيس عن غضبهم من "المظالم الواقعة على الرجال من النساء". وقالت الشبكة، إن أعضاء المجموعة من رواد هذه المواقع يستخدمون مفردات مثل "الحريم"، أو "الفاسقات" للإشارة إلى النساء، من أجل إهانتهن، ويصفون الرجال متعددي العلاقات مع الجنس الآخر باسم "تشاد"، فيما يطلقون على الناس العاديين اسم "نورميز". كما يسخر أعضاء المجموعة من النساء بسبب سطحيتهن الواضحة، ويشيرون إلى دراسات نفسية غير حقيقية ومثيرة للجدل، تتهم النساء بأنهن لا يقدرن إلا القوة والمال والمظهر الجيد للرجال. وأضافت "سكاي نيوز"، أن أعضاء الجماعة يتوقون لعودة فترة ما قبل النسوية، عندما كانت النساء أقل قدرة على الاختلاط أو اختيار شريكهن الخاص. وتمادت بعض المنشورات على مواقع المجموعة، لتطالب الحكومات بتوفير صديقات للرجال إذا لم يتمكنوا من العثور على واحدة بأنفسهم. وكثيرًا ما تصوّر "إنسيل" النساء على أنهن سلعة، لدرجة جعلت بعض أعضائها يتغاضون عن الجنس مع الفتيات القاصرات، وتحدث بعضهم علانية عن العنف ضد المرأة والاغتصاب في منشوراتهم. اقرأ المزيد: شاحنة تدهس 10 أشخاص في كندا وفي العام الماضي، حظر موقع "ريديت" مجموعة على الموقع تضم 40 ألف شخص من أعضاء "إنسيل"، وحملت بعض منشورات المجموعة عناوين مثل "جميع النساء فاشلات"، و"الأسباب التي تجعل النساء تجسيدًا للشر"، وغيرها من المنشورات التي تحقر من النساء. فيما أعطت منشورات أخرى نصائح للمستخدمين حول كيفية تجنب الوقوع في قبضة الشرطة، بعد ارتكاب جريمة الاغتصاب، وأشارت منشورات أخرى إلى إليوت رودجر كقديس. ومنذ الهجوم الذي وقع يوم الإثنين، زعمت الرسائل المنشورة على منتديات "إنسيل" أن النساء اللواتي رفضن المهاجمين إليوت رودجر وإليك ميناسيان "ملطخات بالدماء". في منشوره على "فيسبوك"، أشار "ميناسيان" إلى أن هجومه يأتي في سياق ما يسمى ب"ثورة إنسيل"، ويقصد بها اليوم الذي سيقوم فيه الرجال غير الناجحين ماليا وجنسيا، بالإطاحة بالنظام النسوي. وقال أعضاء "إنسيل" إنه "سيكون هناك دائما المزيد من الفوضى بسبب الطريقة التي يعاملنا بها المجتمع"، كما احتفلوا بوفاة ضحايا ميناسيان من الإناث. وقالت الكاتبة النسوية التي تتخذ من تورنتو مقرا لها "آن ثرياولت" إنه "مع تغير أدوار الجنسين، فإن بعض الشباب لديهم علاقة مضطربة بفكرة الرجولة، وتملأ إنسيل هذا الفراغ". وأضافت "إذا كنا نريد أن نتعامل مع الأمر بجد، فنحن بحاجة إلى تشجيعهم على تطوير علاقة أكثر صحة مع فكرة الرجولة، وإظهار نماذج أكثر ذكاءً للذكور". وأكدت أن "هناك خطرا من العنف القائم على نوع الجنس، وهو أن هذه العدوى تنتقل بسرعة كبيرة، ويبدأ الناس في القول إنه كان مريضا عقليا، أو إنه عمل فردي". يذكر أن الشرطة الكندية ألقت القبض على "ميناسيان" بعد الحادث، ويواجه 10 تهم بالقتل العمد، و16 تهمة محاولة قتل.