صدر العدد (68)- عدد ربيع 2018- من فصلية "أحوال مصرية"؛ الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، متضمنا ملفا يحمل عنوان "العمل الأهلى ثنائية الجمعيات والتعاونيات". فى افتتاحية العدد؛ وتحت عنوان: "العمل الأهلى وتعميق الدور التنموى"، لفت رئيس التحرير، الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، إلى أن "بناء المجتمعات فى ظل عمليات الإصلاح تتطلب توافر حالة من البناء المتوازن حتى يمكن تجاوز العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية ومواطن الضعف الاقتصادية والسياسية"، وأكد عبد الوهاب: "ضرورة معالجة التوظيف الدينى والسياسى لمنظمات المجتمع المدنى، وغلبة الطابع الأهلى وأدواره الداعمة للأعمال الخيرية، وضعف المكون الثقافى ومحدودية الدور الحقوقى والتنموى، والعمل على تقوية أنماط الحداثة فى المجتمع، حيث يؤدى ضعفها إلى دعم حالة الازدواجية التى يواجهها المجتمع وقواه المجتمعية، كما أكد أنه يجب أن تلعب النخبة المثقفة والسياسية دورًا فى تفعيل وإحياء عملية النهوض بعناصر المجتمع من خلال طرح خطاب يعبر عن طبيعة احتياجات المجتمع ونبضه، فضلًا عن امتلاك أدوات من شأنها أن تثير حالة من حالات التجديد الفكرى النهضوى". وفى دراسة العدد الرئيسية التى كتبها مالك عونى، مدير تحرير مجلة "السياسة الدولية"، تحت عنوان "معضلة إدارة "التحول الكبير".. الإخفاق فى الانتقال إلى مجتمع ما بعد الزراعة فى مصر"؛ يعرض لوجهتى نظر متعارضتين: الأولى يمثلها المؤرخ الاقتصادى المجرى، كارل بولانى فى كتابه الشهير "التحول الكبير" الصادر فى العام 1944، والثانية يعبر عنها الفيلسوف البريطانى النمساوى الأصل، فون هايك، فى كتابه "الطريق إلى العبودية" الصادر فى نفس العام، فبينما يدافع بولانى عن نموذج تدخل الدولة فى توجيه نظام السوق ووضع الضوابط المنظمة له، فإن هايك ينتقد أى منحى لتدخل الدولة فى تنظيم الاقتصاد. ثم يقدم عونى فرضيته الأساسية فى الدراسة، وهى "أن المجتمع المصرى كان فى حاجة منذ منتصف القرن العشرين على الأقل لإنجاز "تحول كبير" باتجاه تأسيس مجتمع صناعى، حتى لا تتأخر كثيرا عما تحقق على المستوى العالمى باتجاه "الثورة المعرفية"، وينهى دراسته بالتأكيد على أن "التنمية الاقتصادية والتحول الديمقراطى ليستا أولويتين متنافستين، فالتحول الديمقراطى عملية متواصلة تؤسس قيمًا ووعيًا وإجراءات، لا يمكن تصور اكتمالها من دون النجاح فى تنمية اقتصادية تعزز دور الفرد وتنهض به". ويتضمن باب "رؤى فكرية" موضوعين، فتكتب الدكتور هبة جمال الدين عن "استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030 وموقع الجمعيات الأهلية والتعاونيات"، وتكتب دينا هشام عن "العمل الأهلى والتواصل بين الحكومة والمواطنين لتحقيق التنمية..الخبرات الدولية". وينقسم ملف العدد إلى قسمين، يعالج أولهما موضوع "الجمعيات"، والثانى يتناول "التعاونيات".