«إن سألوك عن غزة، قل لهم: بها شهيد، يُسعفه شهيد، ويُصوّره شهيد، ويُودّعه شهيد، ويُصلّي عليه شهيد».. هكذا جسد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، في صورة شعرية موجزة، الشخصية الصامدة للمناضل الفلسطيني في غزة، والذي لا يعرف اليأس ولا يزيده الدم إلا إصرارًا على الانتصار لقضيته واسترداد أراضيه من المحتل المغتصب، وجينات الفداء لا تزال ممتدة في الغزاوية، والتي عبرت عنها الاشتباكات التي شهدتها اليوم الجمعة المسيرات التي انطلقت صوب المنطقة الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل وفي كل بقاع فلسطين، تزامنًا مع الذكر ال42 ل«يوم الأرض». منذ اللحظة الأولى لانطلاق مسيرات العودة الكبرى شرقي قطاع غزة، ارتوت الأرض الصامدة بدماء أول شهيد، واستمرت المواجهات مع آليات الاحتلال، إلى أن أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء الفسطينيين إلى 12 شخصًا وإصابة نحو 1100 متظاهر بالرصاص الحي والرصاص المطاطي والاختناق بسبب قنابل الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء احتشاد المتظاهرين. اقرأ أيضًا: في «يوم الأرض».. «العودة الكبرى» صداع في رأس الاحتلال وأشارت الوزارة، على لسان الناطق باسمها أشرف القدرة، في بيان صحفي، إلى أن الشهداء السبعة هم: وحيد نصر الله أبو سمور، محمد كمال النجار، محمود أبو معمر، محمد أبو عمر، أحمد إبراهيم عودة وجهاد فرينه ومحمود سعدي رحمي. ومع تزايد أعداد الشهداء والجرحى، دعت وزارة الصحة الفلسطينية، الجهات المانحة لتوفير الأدوية والمستهلكات الخاصة بأقسام الطوارئ والعمليات والعناية المركزة بشكل عاجل. في ذات السياق، أصيب عدد من الشبان في المواجهات الدائرة بنقاط التماس مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدد من محافظات الضفة الغربية. وفي رام الله وسط الضفة، اندلعت مواجهات على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، عقب مسيرة وصلت الى حاجز «بيت إيل» العسكري، إذ أصيب خلالها عدد من الشبان بحالات اختناق. وفي شمال الضفة، قمعت قوات الاحتلال مسيرة توجهت إلى أراضي قرية قصرة جنوب شرق نابلس المهددة بالاستيلاء عليها. واندلعت مواجهات في مدينة الخليل جنوب الضفة، بين الشبان وقوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط المدينة، حيث رشق الشبان الحاجز العسكري الإسرائيلي على مدخل شارع الشهداء بالحجارة، وأطلق جنود الاحتلال قنابل صوتية وقنابل غاز مسيلة للدموع باتجاه الشبان، ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق. وفي بيت لحم، شارك عشرات المواطنين، ونشطاء مقاومة الجدار والاستيطان، في مسيرة سلمية خرجت في قرية الولجة غرب بيت لحم، وانطلقت المسيرة التي شارك فيها نشطاء أجانب، ودعا إليها ائتلاف شبابي، من أمام المدخل الرئيس للقرية، وصولا إلى جبل «رويسات» جنوب غربي القرية، والمهدد بالاستيلاء عليه لأغراض استيطانية. يذكر أن يوم الأرض هو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام، وتعود أحداثه لمارس 1976 بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية، آلاف الدونمات من أراضي فلسطينيي الداخل، وعم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين، كما أصيب واعتقل المئات منهم. اقرأ أيضا: مسيرة العودة.. اشتباكات وشهيدان برصاص الاحتلال الإسرائيلي اقرأ أيضا: شهيد ومصابين برصاص جيش الاحتلال في مسيرات العودة بغزة