حالة من القلق تنتاب الأوساط العسكرية في الولاياتالمتحدة، بسبب التقدم الذي أحرزته كل من روسياوالصين، في مجال تطوير تكنولوجيا الصواريخ فائقة السرعة. حيث أعلنت روسيا في وقت مبكر من الشهر الجاري عن نجاح اختبار صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت "الهايبرسونيك"، في الوقت الذي أعلنت فيه الصين عن اختبار نوع مماثل من تلك الصواريخ العام الماضي، ومن المقرر أن تدخل الخدمة قريبًا. ونقلت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن السيناتور جيم اينهوف عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي قوله "في الوقت الحالي نحن بلا حول ولا قوة"، داعيًا إلى الاستثمار في تطوير الصواريخ "الهايبرسونيك". وغالبًا ما يستخدم مصطلح "الهايبر سونيك" لوصف الصواريخ التي يمكن أن تطير بسرعة أكبر خمس مرات من سرعة الصوت. وفي نوفمبر، أجرت الصين اختبارين لصاروخ باليستي باستخدام مركبة "انزلاقية" تفوق سرعة الصوت، وتشير التقديرات الأمريكية إلى أنه من المتوقع أن يدخل الخدمة بحلول عام 2020، حيث أجرت الصين 7 اختبارات على الأقل لهذه الصواريخ منذ 2014 حتى 2016. في الوقت نفسه، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاب حالة الاتحاد، في وقت سابق من هذا الشهر، روج خلاله لمجموعة من الأسلحة الجديدة، بما في ذلك صاروخ "هايبرسونيك"، ادعى أنه "لا يقهر" ضد الدفاعات الصاروخية الأمريكية، وبعد أسبوع من الخطاب، زعمت روسيا أنها اختبرت بنجاح صاروخ "هايبرسونيك". وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بعد إعلان بوتين عن اختبار هذه الفئة من الصواريخ، قال البنتاجون إنه ليس متفاجئا بهذا الإعلان، وطمأن الشعب الأمريكي أنه مستعد بشكل كامل، للرد على هذه التهديدات. إلا أن الجنرال جون هيتن، قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية، اعترف خلال جلسة استماع أمام الكونجرس الأسبوع الماضي، أن أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية لا يمكنها أن توقف هذا النوع من الصواريخ. وقال إن الولاياتالمتحدة تعتمد بدلا من ذلك على الردع النووى، أو التهديد بضربة انتقامية أمريكية، للدفاع عن نفسها ضد هذا النوع من الصواريخ، واقترح هيتن الاعتماد على أجهزة الاستشعار الفضائية، لدعم أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية ضد صواريخ "الهايبرسونيك". من جانبه، أكد توماس كاراكو مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن روسياوالصين تسبقان الولاياتالمتحدة في مجال صواريخ "الهايبرسونيك". وأضاف أن "السبب هو أن الولاياتالمتحدة لم تفعل أي شيء لتطوير قدراتنا الخاصة، كما فشلت في تطوير أجهزة الاستشعار وبطاريات الصواريخ اللازمة لإسقاط صواريخهم". وأشار إلى أن المجسات الأرضية ذات قدرة محدودة، بسبب "كروية الأرض"، لكن لا يمكن أن تفشل مجموعة قوية من أجهزة الاستشعار الفضائية في الكشف عن تلك الصواريخ". وأكمل كاراكو، أنه على الرغم من تأكيد الإدارات الأمريكية المتعاقبة على أهمية الاستشعار الفضائي، إلا أنه لم يتم اتخاذ إجراءات في هذا الاتجاه. وأشارت الصحيفة إلى أن وثيقة مراجعة الوضع النووي، المثيرة للجدل لدعوتها لتطوير صواريخ نووية تطلق من البحر، بالإضافة للرؤوس النووية الاستراتيجية، تعد جزءا من قدرات الردع التي أشار إليها هيتن. وبالإضافة إلى المراجعة النووية، روج مسؤولو البنتاجون لمقترحات من شأنها أن تضع المزيد من المال لتطوير صواريخ "الهايبرسونيك"، والدفاع الصاروخي، والتي ستساعد في سد الفجوة مع روسياوالصين. حيث قال هيتن للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إنه سيتم توفير 42 مليون دولار في ميزانية العام المالي 2019، للقوات الجوية ووكالة الدفاع الصاروخي، للعمل على نموذج أولي لأجهزة الاستشعار الفضائية. في غضون ذلك، أخبرت هيذر ويلسون وزيرة القوات الجوية، لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأسبوع الماضي، أن ميزانيتها للعام 2019 تشمل 258 مليون دولار لتطوير صواريخ "الهايبرسونيك". وأعلن مدير وكالة الأبحاث الدفاعية المتقدمة، ستيفن ووكر، ميزانية الوكالة للعام المالي 2019، والتي بلغت 256.7 مليون دولار لتطوير صواريخ "هايبرسونيك" في نفس اليوم الذي عقد فيه بوتين مؤتمره الصحفي.