أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، بطرد 60 دبلوماسيا روسيا وإغلاق قنصلية موسكو في سياتل على خلفية قضية تسميم العميل المزدوج سيرجي سكريبال. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض لم يكشف عن اسمه قوله للصحفيين، إن هذه الخطوة تطال، على وجه الخصوص، 12 وكيلا استخباراتيا روسيا يعملون ضمن بعثة موسكو في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعكس، حسب مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية، قلق واشنطن من أن "الأنشطة الاستخباراتية الروسية تزداد عدوانية أكثر فاكثر". وجاء هذا الإجراء بالتزامن مع اتخاذ 14 من دول الاتحاد الأوروبي قرارات بترحيل دبلوماسيين روس على خلفية الاتهامات الموجهة إلى موسكو بالوقوف وراء تسميم ضابط الاستخبارات الروسي السابق المتورط في التجسس لصالح المملكة المتحدة سيرجي سكريبال وابنته في مدينة سولزبري في 4 مارس الجاري، وذلك باستخدام غاز مشل للأعصاب. ومن جانبه، أبلغ السفير الروسي لدى الولاياتالمتحدة أناتولي أنطونوف، الخارجية الأمريكية باحتجاج روسيا الشديد على ترحيل 60 من دبلوماسييها من أمريكا، قائلا إن الولاياتالمتحدة تدمر ما تبقى من العلاقات الروسية الأمريكية. وأشار أنطونوف إلى أن هذه الخطوة تمثل ضربة موجعة إلى تشكيلة البعثة الدبلوماسية الروسية في أمريكا، مشددا على أن روسيا ستفعل كل ما هو ممكن لضمان مغادرة الدبلوماسيين الروس المرحلين من الولاياتالمتحدة خلال الفترة الزمنية المحددة، موضحا: "الولاياتالمتحدة لا تفهم إلا لغة القوة". من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان، اليوم، أن بلاده قررت إمهال 4 دبلوماسيين روس أسبوعا لمغادرة أراضيها تضامنا مع بريطانيا بعد اعتداء سالزبري. وأوضح لودريان، في بيان له، أن هذا القرار جاء في اعقاب استنتاجات المجلس الأوروبي الذي عقد في 22 و23 مارس الجاري، والذي اعتبر هجوم سالزبري بالمملكة المتحدة أنه تهديد خطير لأمن أوروبا الجماعي وللقانون الدولي، مضيفا أن المجلس الأوروبي كان قد توصل إلى أنه لا يوجد تفسير معقول سوى مسؤولية روسيا الاتحادية عن هذا الاعتداء. يذكر أن صحيفة "The Sun" البريطانية أفادت بأن الجاسوس البريطاني سيرجي سكريبال وابنته، ربما أجريا لقاءً سريا يوم تسممهما في سالزبوري، إذ أن أجهزة نظام تحديد المواقع في هواتفهما لم تعمل، وذلك حسبما نقلت وكالة "روسيا اليوم". ونقلت الصحيفة، اليوم الإثنين، عن مصدر أن الخبراء المشاركين في التحقيق في ملابسات الحادث، لا يستبعدون أن الهاتفين المحمولين لسكريبال وابنته يوليا كانا مغلقين لمدة نحو 4 ساعات، ولذلك لم يكن بإمكانهما استقبال إشارات نظام تحديد المواقع، مضيفا: "إن التفسير الأكثر إقناعا يشير إلى أن هاتفيهما كانا مغلقين صباح ذلك اليوم الذي تعرضا فيه للهجوم. والسبب الأكثر احتمالا لذلك يعود إلى أنهما كانا ينويان أن يلتقيا أحدا وأرادا أن يكونا بعيدين عن الأنظار. ويتفق ذلك مع أساليب العمل التي استخدمها سكريبال أثناء عمله عميلا". ولم تؤكد المصادر البريطانية الرسمية هذه المعلومات حتى الآن. فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن موسكو مستعدة للتعاون مع بريطانيا في التحقيق في "قضية سكريبال" في حال مراعاة لندن لكل العمليات الضرورية في مثل هذه الحالات وفق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية. وقال وزير الدفاع البريطانى جافين وليامسون، اليوم، إن العالم يقف متحدا وراء موقف بلاده فيما يتعلق بتسميم جاسوس روسي سابق، وإن الصبر على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ينفد. وألقت بريطانيا باللوم على روسيا فى الهجوم على سيرجي سكريبال وابنته يوليا. وينفى الكرملين أي ضلوع في الهجوم ويقول إن بريطانيا تدير حملة مناهضة لروسيا. وذكر وليامسون، خلال زيارة لإستونيا، أن الدعم الذى تلقاه بريطانيا يعد فى حد ذاته هزيمة للرئيس بوتين، مضيفا: "صبر العالم على الرئيس بوتين وأفعاله ينفد، والحقيقة أن الدول في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وقفت في صف المملكة المتحدة أظن حقا أن هذا أفضل رد ممكن من جانبنا". وتابع: "نيتهم (في الكرملين) وهدفهم بث الفرقة لكن ما نراه هو توحد العالم وراء الموقف البريطانى وهو ما يعد فى حد ذاته نصرا عظيما ويبعث رسالة قوية على نحو استثنائى للكرملين وللرئيس بوتين". كان أعضاء الاتحاد الأوروبى وافقوا، الجمعة الماضية، على اتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية ضد روسيا بسبب الهجوم على سكريبال الذى عثر عليه وابنته فاقدي الوعي في مدينة سالزبري بجنوب إنجلترا.