المذيعة السودانية تسنيم رابح تعتز ببشرتها السمراء، وتعتبر الجمال رؤية شخصية لكل فرد، ولا يجب الحديث عن جمال المذيعات بقدر الحديث عن حضورهن وثقافتهن وإمكانياتهن في الإلمام بتفاصيل الموضوعات التي يتحدثن عنها، رافضة توجيه سهام العنصرية إلى أي إعلامي فيما يتعلق بلونه لأنه من صنع الله، ولعل اقتناعها الكامل بما تقوله يفسر سبب وجودها في مكانتها كمذيعة بقناة "24" السودانية، وتحقيقها شهرة تخطت بلدها إلى البلاد المجاورة، حتى تمت الاستعانة بها في تقديم حفل افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، وكذلك ستقدم حفل الختام المقرر إقامته يوم الجمعة المقبلة. مسؤولية وتحد تسنيم قالت، في تصريحات خاصة ل"التحرير" إن فرصة تقديم حفل افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية جاءتها عن طريق السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، الذي تقابلت معه بداية العام الماضي، وأجريت معه حوارا في قناة "24"، عن السينما الإفريقية عمومًا والازدهار الحاصل فيها، وبعدها قابلته في شهر أبريل الماضي في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وعرض عليها تقديم "الأقصر الإفريقي" بدورته السابعة، مضيفة: "شعرت بمسؤولية كبيرة بمجرد أن تلقيت هذا الترشيح، ووجدته تحديا مهنيا جديدا عليّ، خاصة أنني في عامي الثاني بمجال الإعلام، واعتبرتها فرصة لتحقيق نجاح جديد وفرصة لن أنساها". فائدة تأخير الافتتاح وحول كواليس تحضيرها لتقديم حفل الافتتاح، ذكرت: "وصلني الورق في الساعة الرابعة والنصف من نفس اليوم، وتقابلت مع المذيعة جاسمين طه زكي التي شاركتني التقديم، وأخذنا نحضر العرض قبل بدئه، حتى يسير الأمر بشكل منظم، والحقيقة أنني لم أكن متخوفة بقدر ما كنت أشعر بقلق حول طبيعة التنفيذ، وما هوّن عليّ المسألة "جاسمين"، التي شاهدت لها مجموعة من الفيديوهات قبل الحفل، ووجدتها مذيعة محترفة، وصار بيننا انسجام واضح، وأفخر بوقوفي بجانبها على نفس المسرح، إذ قدمت لي دعما كبيرا". ورغم تأخر الحفل عن إقامته في موعده نحو ساعة ونصف، فإن ذلك لم يزد من شعور تسنيم بالقلق، موضحة: "عادة أحب عندما أعمل في برنامج أو حدث ما أن أذهب إلى موقعه بوقت مبكر جدا حتى أتحضر جيدًا لأشعر بالمكان الذي سأعمل فيه قبل البدء، وكما يقولون "كل تأخيرة وفيها خيرة"، فكان تأخير موعد الحفل سببًا في أن أتعرف على "جاسمين" بشكل أقرب، وهدم الحواجز بيننا، وكذلك التجول حول معبد حتشبسوت، إذ كنت منبهرة جدا بالحضارة وديكور المسرح، والسجادة الحمراء، كل هذه التفاصيل منحتني إحساسا بالسعادة، ممزوجة بالشعور بالمسؤولية، وضرورة النجاح، لأن كل شيء على أكمل وجه". وعي سينمائي وأفلام متنوعة تسنيم ذكرت أنها متابعة للمهرجانات السينمائية المصرية بدرجة ما، مشيرة إلى أنها تحضر كل عام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، كما تشغل منصب نائب مدير مهرجان في السودان على مدار 5 سنوات، وهو جائزة تهارقا الدولية للسينما والفنون، وهو ما منحها خبرة كبيرة في التعامل مع هذه الأحداث السينمائية الضخمة، ويتكون لديها وعي فيما يتعلق بها، وزاد من بهجتها وجود زملائها السودانيين في الحفل، بخلاف التهاني التي تلقيتها عبر صفحاتي في مواقع التواصل الاجتماعية، فتحول الوضع إلى ما يشبه العرس، وهو ما جعلني أشعر بالسعادة نحو تجربتي الأولى في هذا المجال، وزاد من حماسي لتقديم حفل الختام مع المذيعة إنجي علي. وجود تسنيم في الأقصر ضمن فعاليات المهرجان سمح لها أن تشاهد الأفلام المعروضة فيه، وتشكيل رأي حول ما تابعته منها، ووجدتها أعمالا ذات مستوى جيد وبها تكنيك عالٍ، مشددة على أن الممتع بهذه الأفلام كونها تخص مناطق إفريقية متنوعة بين شمال ووسط وجنوب إفريقيا، مشيدة بالإمكانيات التي تم توفيرها لعرض هذه الأعمال بين قاعة مؤتمرات ومكتبة الأقصر. يذكر أن الدورة السابعة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يرعاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويرأسها شرفيا السيناريست الدكتور محمد العدل، بينما يرأسها مؤسس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، وتديره عزة الحسيني.