تزداد حدة الصراع في اليمن يوما تلو الآخر، وذلك مع تصاعد وتيرة العنف من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تجاه المدنيين من ناحية، والمؤيدين للشرعية والتحالف العربي من ناحية أخرى. لطالما وُجهت اتهامات عديدة إلى ميليشيا الحوثي بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، خاصة مع تعالي أصوات المجتمع الدولي الرافضة للتدخل الإيراني في شؤون اليمن ودعم ميليشياتها بالأسلحة والذخيرة من أجل زعزعة استقرار الدول المجاورة. إلا أن إيران ترفض بشكل قاطع اتهامها بالتورط في إمداد الحوثيين بالأسلحة، نافية صحة التقارير الدولية التي تشير إلى توفير أوجه الدعم إلى جماعة أنصار الله "الحوثي" باليمن. لكن سرعان ما سقط الغطاء الإيراني عن الحليف الاستراتيجي في اليمن، وذلك بعد أن كشف إعلاميون وناشطون يمنيون عن وجود لجنة إيرانية تدير شؤون ميليشيا الحوثي الإرهابية، وتعمل على تمويل الشخصيات ووسائل الإعلام بآلاف الدولارات من أجل بث سمومها تجاه الشرعية وقوات التحالف العربي، حسب "عكاظ". المثير في الأمر، أن اللجنة الإيرانية تتخذ من سفارة نظام ولاية الفقيه مقرًا لها، وتشرف بشكل مباشر على شبكة واسعة من الخبراء الإيرانيين وعناصر من ميليشيات "حزب الله" اللبنانية، يتولون مهام إدارة شؤون الميليشيات، وتقدم لهم دعمًا ماديًا يصل إلى 200 ألف دولار شهريا، أبرزهم مالك قناة "الساحات" سلطان السامعي. لا عجب أن إيران توفر الدعم المادي واللوجيستي وحتى العسكري إلى الميليشيات المسلحة وأذرعها بالمنطقة العربية، خاصة أن أهدافها تتمثل في ضرب أمن الخليج وقيادة العالم الإسلامي. وهذا ما ظهر من خلال عثور الفرق الهندسية في الجيش اليمني، على مجموعة جديدة من الألغام البحرية زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية شمالي غرب سواحل ميدي في محافظة حجة. أضف إلى ذلك تعقيب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادى، بأن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تمارس أعمال التهريب لزعزعة أمن واستقرار اليمن ودول الجوار، ومن الضروري تعزيز اليقظة الأمنية. والسؤال هنا.. هل تنجح إيران في زعزعة المنطقة العربية وتقود العالم الإسلامي؟ ما يشهده اليمن من تدخلات استفزازية في شؤونه من قبل إيران، من خلال إدارة الملفات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتعليم، إضافة إلى الإشراف على ورش صناعة الصواريخ والمتفجرات، كفيل بأن يحدث خللًا بالمنطقة العربية. وهذا ما كشفت عنه مصادر في الحرس الثوري الإيراني، بالقول: إن "إيران تقوم بتصنيع صواريخ باليستية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية داخل اليمن من أجل الالتفاف على العقوبات الدولية والرقابة التي تفرضها قوات التحالف العربي على طرق التهريب"، حسب الجريدة الكويتية. تحايل إيران على العقوبات عبر مساعدة المتمردين لتصنيع صواريخ باليستية داخل اليمن، وتوفير محركات الصواريخ الباليستية، وتكنولوجيا صناعتها، فضلاً عن تزويدهم بالوقود الصلب، بإمكانه أن يحقق مطامع نظام الملالي الرامي إلى السيطرة على العالم الإسلامي. ما نحن بصدده، هو أنه لا يمكن التهاون مع مساعي إيران لفرض سيطرتها على اليمن، ومن الضروري مواجهتها بكافة السبل خشية تمددها في المحيط العربي مثلما يحدث في لبنان وسوريا.