تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية في عام 2016، بالثأر من الصين بسبب سياستها، التي أدت إلى "قتل" التجارة الأمريكية. وحذرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، من أن هجومه الأخير قد يتسبب في إذكاء خصومة اقتصادية مع بكين، قد تتسبب في انتقام سياسي في مشاكل مصيرية مثل موضوع كوريا الشمالية أو بحر الصين الجنوبي. وكان ترامب قد أعلن الخميس الماضي، فرض تعريفات جمركية جديدة على واردات الولاياتالمتحدة من الصلب والألمنيوم، تقدر ب25% على واردات الصلب، و10% على واردات الألمنيوم، وتستورد الولاياتالمتحدة الصلب من أكثر من 100 دولة من ضمنها الصين. وتسبب هذا القرار في اضطراب أسواق البورصة، وأثار غضب عدد من حلفاء الولاياتالمتحدة، كما نال انتقادات من بعض أعضاء حزبه. إلا أن إجابة سؤال ما إذا ستثير هذه القرارات حرب اقتصادية عالمية سيتوقف على رد فعل الصين، وجاء رد بكين الأول معتدلًا، حيث حثت واشنطن على "الالتزام بالقواعد التجارية متعددة الأطراف، والمشاركة الفعالة في التجارة الدولية والنظام الاقتصادي". وتمحورت المخاوف الأمريكية من الانتقام الصيني بسبب التعريفات الجمركية الجديدة، حول فرض الصين لتدابير اقتصادية عقابية من جانبها. حيث حذر المسؤولون الصينيون من قبل أنهم مستعدون للقيام بما يرونه ضروريًا للدفاع عن حقوقهم، في حال توقيع ترامب إجراءات إضافية تستهدف الدولة الشيوعية. وقال ويندي كوتلر، نائب رئيس معهد السياسات الآسيوية، "عندما نتخذ المزيد من الإجراءات ضد الصين بشأن الاستثمار والتجارة، بعده سوف نرى أن ردها سيمتد إلى مجالات أخرى". واحدة من المخاوف الأمريكية تكمن في أن ترد الصين على أي حملة تجارية أمريكية ضدها، عن طريق التباطؤ في التعاون فى تنفيذ العقوبات ضد كوريا الشمالية، التي تعد عنصرًا رئيسيا فى "حملة الضغط"، التي تقوم بها إدارة ترامب لإجبار بيونج يانج على التفاوض حول برامجها النووية. حيث حذر مسؤولو المخابرات الأمريكية من أن كوريا الشمالية قد تكون على بعد بضعة أشهر من تحقيق هدفها المتمثل في تصنيع صاروخ قادر على حمل رأس نووي، يمكن أن يصل إلى البر الرئيسي الأمريكي. وأكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية، أن الهدف من فرض العقوبات والضغط الدبلوماسي، للحؤول دون الوصول إلى النقطة التي يتعين فيها على الولاياتالمتحدة أن تقرر ما إذا كانت ستشارك في عمل عسكري لوقف كوريا الشمالية. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه من الواضح أن هذه المحاولات في طريقها للانتهاء، خاصة مع توتر العلاقات الاقتصادية مع الصين، التي تعد أكبر شريك تجاري مع كوريا الشمالية. وأضافت، أنه على الرغم من تنفيذ سلسلة من العقوبات على كوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة، أشار المسؤولون الأمريكيون منذ فترة طويلة إلى أنه يجب على الصين أن تلعب دورًا رئيسيًا في تنفيذ هذه العقوبات. حيث يحذر بعض الخبراء من أن السياسة العدائية، التي تتبعها الولاياتالمتحدة في التجارة، لن تضيف سوى المزيد من التحديات الصعبة لإقناع بكين بالمشاركة بقوة فى هذه القضية. ونقلت "سي إن إن" عن مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، قوله إن "الولاياتالمتحدة تبذل كل ما في وسعها لزيادة ضغط العقوبات على كوريا الشمالية، لكن هذا لن يكون كافيا ما لم يفعل الصينيون نفس الشيء". وأضاف "أن هناك خطرا كبيرا من أن يضعف عدم رضا الصين عن السياسات التجارية للرئيس ترامب، من استعدادها للتعاون والمساعدة على تحريك الكرة إلى الأمام في قضية كوريا الشمالية". وأشار إلى أن "كوريا الشمالية ماهرة جدا في التهرب من العقوبات، وإذا لم تبذل الصين وروسيا ما في وسعهما لمنعها، فإننا سنمر بفترة طويلة، حيث ستكون العقوبات غير فعالة بما يكفي لتقديم أي حافز حقيقي لكوريا الشمالية، للسير بجدية في المسار الدبلوماسي". وفي المقابل يرى البعض أن تخفيض الصين من ضغطها على نظام كيم جونغ أون، إضافة إلى مصالحها الخاصة، قد تمنعها من التخريب المتعمد للجهود الرامية إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بشكل سلمي.