طالبت فرنسا، اليوم الجمعة، بإنهاء الضربات الجوية في سوريا، في الوقت الذي شنت فيه طائرات حربية المزيد من الهجمات على معقل المعارضة المسلحة قرب دمشق. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف الذي تنفذه القوات الحكومية أدى إلى مقتل 229 شخصا، ليكون هذا هو الأسبوع الأكثر دموية في المنطقة منذ 2015. وتقصف قوات الجيش السوري، آخر منطقتين رئيسيتين خاضعتين للمعارضة المسلحة، وهما الغوطة الشرقية خارج دمشق وإدلب في شمال غرب البلاد قرب الحدود التركية. وحقق الجيش السوري تقدما واضحا في الحرب بفضل مساعدة روسيا وإيران. ويحتدم الصراع المتعدد الأطراف على جبهات أخرى أيضا، إذ تنفذ تركيا عملية كبيرة في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال غرب سوريا ضد قوات كردية تعتبرها أنقرة تهديدا لأمنها. ولم تحقق الجهود الدبلوماسية أي تقدم نحو إنهاء حرب تقترب من عامها الثامن، والتي حصدت أرواح مئات الآلاف من الأشخاص، وأجبرت نصف عدد سكان سوريا البالغ 23 مليونا قبل الحرب على ترك منازلهم، وإجبار الملايين على العيش كلاجئين. وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، في تصريح لراديو "فرانس إنتر: "نحن قلقون للغاية. يجب وقف الضربات الجوية، المدنيون هم المستهدفون في إدلب وفي شرقي دمشق. هذا القتال غير مقبول على الإطلاق". وذكرت روسيا، أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد، أمس الخميس، أن وقف إطلاق النار غير واقعي. ودعت الأممالمتحدة، الثلاثاء الماضي، إلى هدنة إنسانية لمدة شهر على الأقل للسماح بإرسال مواد إغاثة وإجلاء الجرحى. ودعت فرنساوالأممالمتحدة، مرارا في الشهور الماضية إلى فتح ممرات إغاثة لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا. وحثت الحكومة الفرنسية، موسكو على بحث سبل تخفيف الأزمة، لكن تلك الجهود لم تسفر عن نتائج على الأرض. وقال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحثا عملية السلام السورية هاتفيا، اليوم. كارثة في الغوطة الشرقية آخر منطقة كبيرة خاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق، وصف السكان القصف بأنه من أشد حملات القصف ضراوة في الحرب، إذ تتعرض العديد من البلدات لقصف متزامن ويضطر الناس للعيش في ملاجئ لأيام. وقال عدنان، أحد سكان الغوطة الشرقية، اليوم: "أصيب أخي، أمس الخميس، بشظية أثناء جلوسه في منزله، واضطررنا لبتر ساقه. نشكر الله على أن الأمر اقتصر على ذلك". وذكر سراج محمود المتحدث باسم خدمة الإنقاذ التابعة للدفاع المدني في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة: "الناس انهارت والناس تحكي مع حالها في الشوارع، لا يعرفون أين يذهبون، نحن نعيش كارثة". وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الجوية أودت بحياة 229 شخصا في الأيام الأربعة الأخيرة، ليسقط أكبر عدد من القتلى في أسبوع واحد في الغوطة الشرقية منذ عام 2015. وقالت سونيا خوش المديرة الإقليمية لهيئة إنقاذ الطفولة في سوريا، في بيان: "الأطفال في الغوطة الشرقية يتضورون جوعا ويتعرضون للقصف والحصار. من المفترض أن تكون المدارس أماكن آمنة للأطفال وأن تتمتع بالحماية بموجب القانون الدولي لكنها تتعرض للهجوم كل يوم". وأضافت خوش: "الأطفال والمدرسون يعيشون في فزع من احتمال تعرضهم للهجوم في أي وقت. الحصار يعني أنه ليس أمامهم وسيلة للهرب". وقالت الحكومة السورية مرارا إنها لا تستهدف إلا المسلحين والمتشددين. ودعا جاكوب كيرن المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، مجددا إلى وقف العمليات القتالية حتى تتمكن المنظمة من إرسال المساعدات الإنسانية، موضحا أن الحكومة السورية لا تمنحهم التصاريح اللازمة لإرسال المساعدات. وأضاف كيرن، في تصريح ل"رويترز"، أمس الخميس: "مر 60 يوما تقريبا الآن منذ آخر قافلة أرسلناها إلى منطقة محاصرة"، متابعا: "الإحباط يتضاعف. فمن ناحية لا نحصل على الموافقات للذهاب فعليا (للمناطق المحاصرة) ولكن حتى لو حصلنا على تلك الموافقات فهناك الكثير من المعارك الجارية، فالعمليات العسكرية في إدلب والغوطة الشرقية وعفرين والجنوب". حملة جوية تركية قال الجيش التركي الذي بدأ هجوما جويا وبريا على عفرين، في 20 يناير الماضب، إنه نفذ ضربات جوية على أهداف لوحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين. وذكر المرصد السوري أن الضربات قتلت 7 مقاتلين ومدنيين اثنين. وجاءت الهجمات التي وقعت خلال الليل، بعد فترة هدوء في الضربات الجوية التركية، في أعقاب إسقاط طائرة حربية روسية في منطقة أخرى بسوريا مطلع الأسبوع. وذكرت القوات المسلحة التركية، في بيان، أن الضربات الجوية دمرت 19 هدفا بينها مستودعات ذخيرة وملاجئ ومواقع أسلحة، لكن البيان لم يحدد وقت وقوع الغارات. وذكرت وكالة أنباء الأناضول، التي تديرها الدولة، أن الغارات بدأت عند منتصف الليل. وتعتبر أنقرة، وحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي يقوم بعمليات مسلحة في تركيا منذ 3 عقود. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي طيب إردوغان تحدثا هاتفيا، أمس، واتفقا على تعزيز التنسيق العسكري والأمني في سوريا. وأقامت وحدات حماية الشعب وحلفاؤها، 3 مناطق حكم ذاتي في شمال سوريا منها عفرين منذ بدء الحرب في عام 2011.