تتأهب مؤسسات الدولة لاستقبال ماراثون الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات تفاصيلها، وهو ثالث استحقاق انتخابي رئاسي عقب ثورة يناير. وعلى الرغم من إعلان الهيئة عن تلقي طلبات الترشح الأيام المقبلة، وذلك من السبت 20 يناير، وحتى الإثنين 29 يناير، فإنه لم يظهر على الساحة مرشحون جادون أعلنوا رغبتهم في الترشح حتى الآن. وأمام ذلك المشهد، تستعرض"التحرير" الشخصيات العامة التى سبق وأعلنت رغبتها فى الترشح ثم تراجعت عن قرارها، والأسباب التى دفعت إلى عدم ظهور مرشحين للرئاسة حتى الآن؟ شخصيات تراجعت عن الترشح شهدت الفترة الأخيرة، إعلان بعض الشخصيات العامة، استعدادها لخوض ماراثون الانتخابات الرئاسية المقبلة، غير أنهم سرعان ما تراجعوا عن الترشح. فقد تراجع الفريق أحمد شفيق عن موقفه بخوض الانتخابات الرئاسية، وذلك عقب عودته لمصر، وكتب على موقعه الرسمي منشورًا قائلًا: "إن غيابي لفترة زادت على الخمس سنوات ربما أبعدني عن المتابعة الدقيقة لما يجري على أرض وطننا من تطورات وإنجازات رغم صعوبة الظروف التي أوجدتها أعمال العنف والإرهاب"، قال هذا بعدما كان قد أعلن عزمه خوض الانتخابات من أبو ظبي خلال إقامته بالإمارات الأسابيع الماضية قبل مغادرته للبلاد والاستقرار فى القاهرة. كما سبق وأن أعلن المرشح الرئاسى السابق، حمدين صباحي عزمه الاستعداد لخوض الانتخابات الرئاسية، إلا أنه تراجع فى ذلك القرار، معلنًا بشكل نهائى عدم خوضه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وفى هذا السياق نفسه، اختفى أعضاء الجبهة التي أطلق عليها إعلاميًا ب"التغيير"، والتي شكلها ممدوح حمزة قبل أربعة أشهر بهدف خوض الانتخابات الرئاسية 2018، إلا أنهم تراجعوا عن التقدم للانتخابات لعدة أسباب، كان آخرها الشروط التي وضعتها الهيئة الوطنية للانتخابات. وسبق أن وضعت لجنة ممدوح حمزة ثلاثة أسماء للاختيار بينها، هم السفير معصوم مرزوق ويحيى حسين والمستشار هشام جنينة، إلا أن خلافات وقعت داخل الجبهة بسبب إصرار ممدوح حمزة على الانفراد بآرائه دون الاهتمام بمواقف جميع الأعضاء، كما وقعت أزمة بخصوص تسمية الجبهة، أدى إلى الانتهاء بالتراجع عن تلك الخطوة. الترشح أمر صعب وقال أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إن مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية مهمة ليست سهلة خاصة فى ظل الظروف الحالية التى تشهد تخوفًا شديدًا من عدم وجود ضمانات حقيقية تكفل حرية ونزاهة الانتخابات، الأمر الذى يجعل من يفكر فى الترشح يفكر جيدًا فى سير العملية الانتخابية. وأوضح السادات للتحرير أن الشروط التى وضعتها الهيئة الوطنية للانتخابات لراغبي الترشح صعبة، خاصة مسألة الحصول على التوكيلات المطلوبة من المواطنين للمترشح، وأن المدة قصيرة وغير كافية، فضلاً عن تحديد عدد مكاتب شهر عقارى معينة، فكان الأحرى أن يفتح الباب أمام جموع مكاتب التوثيق لعمل التوكيلات للمرشح من باب التيسير على المواطنين. وتابع السادات أنه بالإضافة للشروط، فإنني ألاحظ عدم وجود حرية لدى النواب في تزكية المرشحين أو أن هناك ضغوطا فرضت لعيهم لتزكية الرئيس السيسي، والدليل على ذلك أنه لم يتقدم أي مرشح بعرض برنامجه الانتخابي حتى يتبرع الأعضاء النواب بتزكيتهم، على حد تعبيره. وأضاف أنه من بين الأسباب الجوهرية الكبرى لعدم ظهور مرشحين للرئاسة حتى الآن، وجود منافس قوي وهو رئيس الجمهورية الحالي، والذى يملك أدوات كثيرة من حشد إعلامى ومؤسسات كثيرة داخل الدولة تدعمه، الأمر الذى يجعل من منافسته أمرا صعبا. وحول مسألة ترشحه للرئاسة من عدمه، قال: "إنه يجتمع اليوم وغدًا بقيادات الحزب فى شتى محافظات الجمهورية، وذلك للتعرف على موقف أعضاء الحزب فى المحافظات وعمليات جمع التوكيلات، وأن الحزب سيعقد مؤتمرًا صحفيًا خلال الأسبوع القادم للإعلان رسميًا عن موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية". تخوف شديد بينما كشف الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن أغلب من يفكر فى الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة فى 2018 لديه تخوف شديد من مسألة ترشح السيسى للانتخابات، خاصة أنه يعلم جيدًا أن لدى الرئيس أدوات لا تتوافر لأي مرشح، منها دعم هيئات ومؤسسات كبيرة خاصة الإعلام. وأوضح نافعة أن مسألة عدم وجود ضمانات حقيقية للانتخابات الرئاسية المقبلة فيما يتعلق بحرية المنافسة وإفساح المجال لكل المرشحين على قدر المساواة فى التغطية الإعلامية، وكل سبل الدعم والتحركات تعد من العوامل الأساسية لتراجع البعض عن الترشح. وتابع: "أن المقصود بالانتخابات هو أن يعبر المجتمع عن إرادته الحرة، وهذا لا يتوفر فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، فمصر كلها تدرك أن الرئيس السيسى هو الرئيس القادم دون الحاجة للانتخابات، وبالتالى من يفكر فى الترشح يعلم ذلك جيدا، فيتجه إلى عدم الترشح".