«لم ينظر في عيني أبدًا، لأنه كان يخشاني»، كانت هذه الكلمات جزءًا من حوار الحجي ضيوف مع شبكة «بي بي سي» البريطانية، عن أسطورة ليفربول الحية، ستيفن جيرارد. اللاعب المثير للجدل، الحجي أوسينو ضيوف، ولد في 15 يناير عام 1981 في نواكشوط فى موريتانيا، ولم يكن يعلم أنه سيقود السنغال للمجد لاحقًا. بدأ ضيوف مسيرته الكروية مع نادي سوشو الفرنسي في موسم 1998 - 1999، وشارك في 15 مباراة، لينتقل في الموسم التالي إلى نادي ستاد رين، ويلعب 28 مباراة، سجل فيها هدفًا وحيدًا، وفي عام 2000 شد الرحال إلى نادي لانس، ولعب معهم حتى عام 2002، مُشاركًا في 54 مباراة، وسجل 18 هدفًا (حاصدًا جائزة الأفضل في إفريقيا). مونديال 2002 كان فارقًا في حياة ضيوف ، فبعد التأهل لمونديال كوريا واليابان على حساب مصر والمغرب، كان ضيوف أحد نجوم الجيل الذهبي لأسود التيرانجا، الذين قادوا بلادهم إلى الفوز على فرنسا في افتتاحية كأس العالم (كان حامل اللعب يخوض اللقاء الافتتاحي)، في مُفاجأة مدوية قبل التعادل مع الدانمارك والأوروجواي والصعود للدور التالي، السنغال فازت على السويد في الوقت الإضافي 2-1، وصعدت لدور ال8، قبل توديع البطولة أمام تركيا -ثالث المونديال- بالهدف الذهبى. بعد التألق في المونديال، حصد ضيوف جائزة لاعب العام في إفريقيا المُقدمة من الكاف للمرة الثانية على التوالي، وانتقل على أثر ذلك إلى نادي ليفربول الإنجليزي مقابل 10 ملايين يورو (مبلغ كبير آنذاك)، ولعب 80 مباراة، أحرز خلالها 6 أهداف، ولم يقدم أداءً يشفع له المواصلة مع الريدز، لتتم إعارة في 2004 لبولتون لمدة 6 شهور قبل الانتقال إليه بشكل نهائي، ليلعب في صفوفه حتى 2008. فترة ضيوف في ليفربول لم تكن جيدة بالنسبة للاعب، وهو ما اتضح أكثر بعد اعتزاله، حيث أجرى النجم السنغالي، حوارًا مُطولًا مع «بي بي سي» هاجم خلاله أسطورة الريدز، ستيفن جيرارد، مُؤكدًا أنه كان يخشاه عندما كان يلعب لبولتون، وأنه كان قائدًا لليفربول لكنه قاده للفشل وعدم التتويج بالبطولات، وأشار ضيوف إلى أن جيرارد كان يكشف أسرار زملائه للمديرين الفنيين، لذلك كان محببًا دائمًا لمن يتولى المسئولية الفنية. وقال ضيوف، في ذلك الحوار: «أنا أحترم جيرارد اللاعب، فهو لاعب كرة قدم عظيم، لكن الشخص ليس كذلك، لقد جعلته يعي جيدًا أنه بالنسبة لي لاعب مثله مثل أي لاعب في الفريق، عليه أن يتعامل بصورة لائقة أكثر من ذلك، ويلعب كما اعتاد، لكن ليس عليه أن يذهب ويخبر المدرب بكل شيء، يحدث داخل غرفة الملابس!". وواصل: «كان يعرف أنني لا استطيع أن أجمل كلماتي، فهو لم ينظر في عيني أبدًا لأنه كان يخشاني، وكان يخشى الحديث معي، وعندما جئت إلى ليفربول كان هو من طلب قميصي، وليس العكس». مُضيفًا: «لقد انتقدني في كتابه، وهذا لأنني أوقفته، فعندما جئت إلى ليفربول أظهرت له أنه لا شيء، وسألته في أي مباراة كبيرة لعبت، وأي مناسبة يتذكرك بها الناس؟ لم يكن زين الدين زيدان مثلاً، حتى يتعامل بتلك الطريقة». واختتم ضيوف هجومه: «جيرارد كان لاعبًا جيدًا جدًا، يحبونه في ليفربول، لكنه لم يقم بشيء لبلده، أنا السيد ضيوف، بطل السنغال لكنه بطل ليفربول، السنغال أكبر من ليفربول، وعليه أن يعلم ذلك، لقد وضعنا السنغال على الخريطة العالمية في مونديال 2002، كنت من أفضل لاعبي البطولة، لم يكن أحد يعرف عن بلدنا شيئًا لكن بعد البطولة أراد الجميع أن يعرف أين يقع، ما فعله دييجو مارادونا لبلده (الفوز بمونديال 86) هو ما فعلته أنا للسنغال». بعد بولتون، اتجه ضيوف ليلعب في عدة محطات في الدوري الإنجليزي، سندرلاند، الذي لعب له موسمًا وحيدًا، ثم انتقل ليلعب موسمين في صفوف بلاكبيرن روفرز، ولعب موسمين مع ليدز آخر محطاته في البريميرليج، قبل أن يلعب موسمًا وحيدًا في ماليزيا، ويعتزل كرة القدم (2015) بعُمر 34 عامًا. بعد اعتزاله أعلن ضيوف نيته الاتجاه للعمل السياسي، حيث يعتزم الترشح لعضوية البرلمان في بلاده، حيث قال لصحيفة «صن» البريطانية: «سأترشح، لأنني من هذا المكان أعلم جيدا أنني أستطيع إجراء العديد من التغيرات في عالم كرة القدم، لدي الكثير من الحماس لدخول عالم السياسة، وهناك عدد كبير من الناس يتابعني في السنغال، هذا هو المستقبل بالنسبة لي، لأن الكثير من المواطنين سيستمعون لي».