بحضورها المميز وتاريخها السينمائي الكبير ومتابعتها المستمرة لوضع الفن السابع في مصر والوطن العربي، أصبحت النجمة يسرا «تميمة» المهرجانات السينمائية، إما بمنصب استشاري أو شرفي، أو أن يتم الاحتفاء بها ضمن فعالياته، أو حتى ضيفة تقف على السجادة الحمراء لها، لتؤكد استمرارية السينما مهما كانت الظروف التي تعيشها البلاد، وتُعلن تأييدها للشباب في العملة الفنية سواء أمام أو خلف الكاميرا، وجميعها أساليب تؤكد أن مشاركة الفنانة الكبيرة في هذه المهرجانات باتت من المسائل الثابتة فيها، ومن العلامات الطبيعية لوجود حدث سينمائي محلّ أنظار الجميع، فهي تمد يدها للمساعدة في إقامة أي فعالية سينمائية لها أهداف وطموح يخدم هذا المجال. تشارك في فعاليات «دبي» رغم انشغال يسرا بتحضيرات مسلسلها الرمضاني «بني يوسف»، فإنها سافرت لحضور فعاليات الدورة ال14 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وأكدت في كلماتها خلال حفل افتتاحه على أهمية هذا المهرجان، والذي يقدره النجوم، ويدركون جيدًا ليس فقط معنى الحصول على جائزة منه، إنما مجرد عرض أعمالهم خلال فعالياته، وأن كل دورة منه تحمل شيئًا مميزًا عن السابقة لها. شاركت يسرا في ندوة الدراما العربية التي أقيمت على هامش المهرجان، وتحدثت عن أهمية ما يقوم به مهرجان دبى لدعم الدراما العربية، خاصة أن الأمر اختلف كثيرًا فقد كانت تخاف من أن تحرق نفسها كنجمة، لكن الوضع تغير تمامًا مؤخرًا، إذ أصبح للدراما وضعها. الرئيس الشرفي ل«القاهرة» شغلت يسرا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مناصب عديدة في دوراته السابقة، منها رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية، وعضو اللجنة الاستشارية العليا، كانت الفنانة الكبيرة رئيس شرف الدورة ال39 منه، والتي انتهت فعالياتها قبل أيام قليلة، مؤكدة أن قبولها هذا المنصب يرجع لفخرها الشديد بكونها فنانة مصرية. وخلال فعاليات المهرجان كانت حريصة على إبداء آرائها بمختلف الموضوعات محل النقاش، وكذلك تعترف ببعض الأخطاء، وتقدم الاعتذار باسم المهرجان، وهو ما حدث منها نحو المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، الذي واجه فيلمه «الجبل بيننا» مشكلات تقنية خلال حفل الافتتاح، دفعته لأن يطالب بإيقاف العرض، إلى جانب انصراف قطاع كبير من الحضور بين الفنانين والإعلاميين، فقامت يسرا بالاعتذار له خلال العرض الثاني للفيلم بسينما الزمالك. هذا إلى جانب إشاداتها المستمرة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بوصفه «مهرجان بلدنا الذي يتوجب دعمه تحت أي ظروف»، وتواصلها مع النجوم ضيوف المهرجان، بين هؤلاء الذين سيتم تكريمهم، والآخرين الذين حضروا لمشاهدة الأفلام. وضعت حجر الأساس ل«الجونة» في الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي، التي حملت شعار «سينما من أجل الإنسانية»، شاركت يسرا في وضع حجر الأساس لها، من خلال ترأسها اللجنة الاستشارية في الدورة التي شارك فيها نحو 90 فيلمًا، من 36 دولة عربية وأجنبية، وأضافت قيمة واضحة لهذا المهرجان. وتوقعت يسرا أنه خلال دوراته القادمة سيصبح «كان الشرق الأوسط»، إذ يتم إقامته في مدينة سياحية، تراهن على أن تتحول بهذا المهرجان إلى مركز إشعاع فني وثقافي، وتكون دافعًا لتحويل باقي المناطق الجميلة في مصر إلى مواقع لإقامة مهرجانات سينمائية. يذكر أن يسرا كانت قد بدأت مسيرتها السينمائية، فى أواخر السبعينيات من القرن العشرين؛ عندما اكتشف موهبتها مدير التصوير عبد الحليم نصر، وشاركت في عدد من الأعمال، التي تعترف بأنها لم تكن راضية عنها، قائلة: «عندما بدأت كانت بداخلى شحنة كبيرة للتمثيل، وكان مجرد تفريغها يرضينى، وشيئًا فشيئا أدركت الفرق بين الانتشار والاختيار».