سوء وسيلة العرض السينمائي لفيلم الافتتاح مشكلة واجهت فيلمي «شيخ جاكسون» بمهرجان الجونة السينمائي، و«الجبل بيننا» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأبدى بطل الأول، أحمد الفيشاوي، ومخرج الثاني، هاني أبو أسعد، استياءهما الشديد من الشاشة المستخدمة في عرض فيلميهما على الحضور بين جمهور وسينمائيين وإعلاميين، ونجوم مصريين وعرب وعالميين، وأنهم لم يكونوا يتخيلون أن يكون تلقي فيلميهما بهذا الشكل، ورغم اشتراكهما في سبب الغضب، فإن رد فعل المتلقين نحو موقفهما اختلف تمامًا في المهرجانين، ونسرد في هذا التقرير أوجه الشبه والاختلاف بين الموقفين.. الفيشاوي غاضب من شاشة افتتاح «الجونة» اختارت إدارة مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى فيلم «شيخ جاكسون» ليكون فيلم الافتتاح، هذا إلى جانب مشاركته في المسابقة الرسمية بالمهرجان، لكن خلال حفل الافتتاح وبعد انتهاء فقرة التكريمات، والإعلان عن الاستعداد لبدء عرض العمل، خرج الفيشاوي، الذي لم يلحق بصنّاع العمل خلال التقاطهم صورًا تذكارية على خشبة المسرح، وتمنى للحضور مشاهدة طيبة، وإن كان يشعر بالضيق والغضب الشديد من الشاشة المستخدمة في عرض فيلمه للجمهور، والتي تتطاير مع الهواء، مما يؤثر على اندماج المشاهد مع الفيلم، وردد لفظًا خارجًا. بطل «جاكسون» يعتذر عن اللفظ الخارج تسبب اللفظ الذي ردده الفيشاوي في الحفل في غضب ضيوف مهرجان الجونة، وكذلك المسؤولين فيه، الذين لم يهتموا بمبرر هذا الغضب قدر اهتمامهم بأنه نجم مصري وعربي، وكان لا يتوجب منه صدور مثل هذا اللفظ أمام وسائل الإعلام وكل هؤلاء الفنانين، وطالبوه بالاعتذار عمّا بدر منه، وهو ما فعله في اليوم التالي عبر فيديو نشره عبر حسابه في موقع «إنستجرام». وقال فيه: «أتقدم بالشكر لكل من أسهم فى إخراج مهرجان الجونة السينمائى بهذا الشكل الرائع والمشرف من تنظيم وإعداد واهتمام دقيق بكل التفاصيل، وشكر خاص لصاحب هذا الإنجاز المشرف المهندس نجيب ساويرس الذى لم يبخل بالمجهود ولا الإمكانيات لإنجاح مثل هذا الحدث الفريد فى مكان عالمى على أرض مصر اسمه الجونة، وهذا ما نتوقعه دائما من هذه العائلة.. عائلة ساويرس التى تقدر قيمة الفن والفنانين وأيضا تقدر قيمة مصر». وأضاف: «اعتذار واجب عما بدر منى أمس، فريق العمل بأكمله عمل بجدية على هذا الإنتاج، وكل ما أردته هو أن يُشاهد الفيلم بالطريقة الصحيحة. لم يكن لدى أى نية لإزعاج أحد فى هذا المهرجان المشرف». أبو أسعد يوقف عرض فيلمه ب«القاهرة» بينما حظت الدورة ال39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأن يكون فيلم الافتتاح بها هو «الجبل بيننا»، وذلك في العرض الأول له بالشرق الأوسط، وفي كلمة المخرج هاني أبو أسعد للحضور خلال حفل الافتتاح أعرب عن اعتزازه الشديد بمشاركة فيلمه بهذا المهرجان، وإعلان انطلاقة دورته الجديدة من خلال شريطه السينمائي، لكن الفرحة لم تستمر طويلًا، إذ بمجرد إعلان وجود استراحة يعقبها بدء عرض الفيلم، حتى غادر أغلب الموجودين في القاعة بمركز المنارة للمعارض والمؤتمرات الدولية، التي شهدت وقائع الحفل، حتى ضعف عدد الحضور، في مشهد أحزن «أبو أسعد» بشدة، لا سيما أنه صاحبه مشكلات تقنية في عرض الفيلم عبر الشاشة الموجودة، وهو ما دفعه ليصيح في القاعة مطالبًا بإيقاف عرض فيلمه بعد مرور 20 دقيقة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يتخيل أن يأتي فيلمه بهذا الحضور الضعيف وعبر هذه الوسيلة السيئة. وقال: «أرفض أن مهرجان القاهرة يعرض الفيلم بهذه الجودة، أشكر الموجودين من قلبى لأن أنتم عظيمين جدًا، وباقي المدعوين ماحترموش السينما، وفي نظري ده شيء مهين إليّ». السينمائيون يعتذرون للمخرج الفلسطيني تعاطف الكثير من السينمائيين مع ما حدث للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، منهم المخرج محمد دياب، الذي وصف ما حدث بال«فضيحة»، وحكى تفاصيلها في منشور له على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وكتب: «القاعة وقت عرض فيلم الافتتاح فضيت تماما، رغم أنه فيلم هوليوودي وإخراج مخرج عربي، طبعا دي فضيحة معبرة مش عن مهرجان القاهرة لوحده، بس عن صناعة السينما في مصر، الحقيقة إن نجوم السينما في مصر معظمهم مابيتفرجوش على سينما خالص بتاتا، يعني حتى إم بي سي تو مابيتفرجوش عليها، اللهم إلا لو في فيلم حد زقهولهم، وقالهم ده هايل لو عرفت تمصره، ساعتها ألاقيه جايلي بالفيلم وعاوز يعمل زيه». وفي إعادة عرض «الجبل بيننا» بسينما الزمالك، ضمن فعاليات المهرجان، قدمت يسرا، الرئيس الشرفي للمهرجان، وحسين فهمى رئيس اللجنة الدولية بالمهرجان اعتذارًا أمام الحضور، حيث رفع الفيلم شعار كامل العدد، إلى المخرج هاني أبو أسعد، الذي وصف، في حواره مع «التحرير»، ما جرى في يوم افتتاح من اهتمام بفساتين النجمات، ومكياجهن وتجاهل السينما بال«مسخرة»، متمنيًا أن يتفادى المهرجان هذه الأزمات في دوراته القادمة.