قاد حسام البدري، المدير الفني للنادي الأهلي، القلعة الحمراء لسحق ضيفه النجم الساحلي التونسي، بستة أهداف مقابل هدفين، في المباراة التي أُقيمت بينهما أمس الأحد، على ملعب برج العرب بالإسكندرية، في إياب دور الأربعة لبطولة دوري أبطال إفريقيا، بعد تغلب جوهرة الساحل على أبناء مختار التتش في لقاء الذهاب بنتيجة (2-1) إلا أن المارد الأحمر رد بقوة بسداسية تاريخية، مكنته من التأهل للمباراة النهائية بعد غياب 4 أعوام كاملة. وتأهل الأهلي لمواجهة الوداد المغربي في نهائي دوري أبطال إفريقيا بهذا الفوز الساحق، بعدما اتسمت المباراة بصفة عامة بسيطرة أهلاوية وانهيار تام من النجم الساحلي وسط أخطاء دفاعية بالجملة من الفريق التونسي.
وكان الوداد المغربي تأهل لمواجهة الأهلي في نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا، بعدما أطاح بفريق اتحاد العاصمة الجزائري من الدور نصف النهائي للبطولة، بعدما تغلب عليه بنتيجة (3-1) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وقاد حسام البدري صاحب ال(57 عامًا)، الأهلي لتحقيق أكبر فوز له بدور الأربعة في تاريخ دوري الأبطال، علاوة على تحقيق أكبر فوز لهم على الأندية التونسية، تحمل الكثير قبل المباراة لغياب العديد من النجوم بالفريق على رأسهم عبدالله السعيد وحسام عاشور للإصابة، وأحمد فتحي للإيقاف.
حسام البدري الذي ولد بمحافظة السويس في مارس 1960، انضم لأكاديمية الناشئين بالأهلي عام 1970، ولعب تحت إشراف دكتور عمرو أبوالمجد المسؤول عن القطاع في ذلك الوقت، بناء على اختيار الكابتن فتحي نصير، حتى لعب في الفريق الأول عام 1978.
وخاض البدري أول مباراة رسمية مع الأهلي كانت تحت قيادة المدرب المجري الشهير هيديكوتي، حيث فاز الفريق على الأولمبي 3-1، ثم ساهم لاحقًا في فوز فريقه على الزمالك 1981 بهدف نظيف، في مباراة أهدت المارد الأحمر درع الدوري.
وفاز حسام البدري كلاعب، بالدوري الممتاز 4 مرات وكأس مصر 3 مرات، كما ساهم في 3 ألقاب إفريقية مع الأهلي خلال 124 مباراة في كل البطولات، واضطر البدري لإنهاء مشواره مبكرًا بعدما أُصيب بقطع في الرباط الصليبي للركبة، حيث اعتزل في عام 1987 بعد علاج استمر لما يقرب من عامين.
بدأت مسيرة حسام البدري، مع التدريب في قطاع الناشئين بالأهلي، قبل أن ينضم للجهاز الفني للفريق الأول موسم 2001-2002 ليعمل مساعدًا لمانويل جوزيه، حيث استمر البدري في الأجهزة للأهلي حيث عمل مساعدًا للهولندي جو بونفرير والبرتغالي توني أوليفيرا ثم استمر مع مانويل جوزيه في ولايته الثانية، لكنه عمل مديرًا للكرة بعد وفاة ثابت البطل، وتعلم الكثير من البرتغالي.
ويمتلك البدري رقمًا مميزًا إذ أنه بعد 2009 ورحيل مانويل جوزيه أصبح أول مدير فني مصري يقود الأهلي منذ 17 عامًا، بعد اعتذار البرتغالي نيلو فينجادا بشكل مفاجئ عن قيادة الفريق، وقبل خوضه لأي مباراة رسمية، ليقود المارد الأحمر للظفر بلقب الدوري ثم والسوبر، ثم تقدم باستقالته في نوفمبر 2010 بعد الهزيمة من الإسماعيلي بنتيجة 3–1، وخلال تلك الفترة خاض البدري 58 مباراة مع الأهلي، فاز في 33 وتعادل في 16 وخسر في تسع مباريات.
ومن ثم خاض حسام البدري تجربته الخارجية الأولى في موسم 2010-2011 حينما قاد المريخ السوداني للفوز بالدوري، قبل أن يعود لاحقًا لقيادة إنبي خلفا لمختار مختار ويقدم أداء رائع مع الفريق البترولي. ثم جاءت العودة الثانية في 2012 للأهلي بعدما رفض البرتغالي مانويل جوزيه الاستمرار في أعقاب أحداث بورسعيد ليتولى البدري المهمة ويقود الفريق لتحقيق إنجاز كبير في ظل توقف طويل للنشاط الرياضي حيث فاز بدوري الأبطال وتأهل لكأس العالم للأندية حيث حل الفريق رابعًا، ورحل ليترك المهمة لمحمد يوسف.
وخاض البدري في تجربة احترافية أخرى مايو 2013 مع الأهلي الليبي، ثم في ديسمبر 2013 أعلن اتحاد الكرة تولي البدري منصب المدير الفني للمنتخب الأوليمبي استعدادًا لتصفيات أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وقاد البدري المنتخب للتأهل لبطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة لعام 2015 التي تؤهل المنتخبات صاحبة المراكز الثلاثة الأولى للأولمبياد، ولكن المنتخب ودع البطولة من دورها الأول بعدما احتل المركز الرابع في المجموعة الثانية بعد تعادلين وخسارة، وعلى إثر فشل المنتخب في الصعود للأوليمبياد، أعلن اتحاد الكرة في ديسمبر 2015 انتهاء عقد البدري.
ومن ثم عاد البدري لتدريب الأهلى للمرة الثالثة في أغسطس 2016 خلفًا للهولدندي مارتن يول، وحصد مع الفريق لقب الدوري موسم 2016–17 دون هزيمة للمرة السادسة في تاريخ القلعة الحمراء بعد أن خاض (34 مباراة فاز في 25 وتعادل في 9)، ليكرر البدري إنجاز المجري ناندور هيديكوتي، والراحل محمود الجوهري، والألماني راينر تسوبيل، والبرتغالي مانويل جوزيه.
بطولات البدري مع الأهلي لم تتوقف كلاعب فقط، بل أنه زين تاريخه مع القلعة الحمراء كمدير فني في الثلاث ولايات حتى الآن، ببطولتي دوري ومثلهما لكأس السوبر، ولقب بدوري أبطال إفريقيا ومثله لكأس السوبر الإفريقي وكأس مصر.