أعلن عضو المجلس الفيدرالي الروسي أليكسي بوشكوف، أن وضع شبه جزيرة القرم لن يتغير، سواء اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعودتها إلى روسيا أم لا. وفي الوقت الذي التزمت فيه ووزارة الخارجية الروسية "الكرملين" الصمت، اعتبر لمراقبون هذا التصريح هو رد الفعل الأول لموسكو على تصريحات أردوغان المثيرة للجدل والتي أدلى بها أثناء وجوده في أوكرانيا، حيث أكد على أن تركيا تدعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ولن تعترف بتبعية شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية. وقلل بوشكوف، من قيمة تصريحات أردوغان بقوله: "سواء اعترف أردوغان بتبعية القرم إلى روسيا أم لا، لن يتغير بذلك وضع القرم، إنه يعرف ذلك ويفعل ما يرضي بوروشينكو لا أكثر". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد دعا، أثناء زيارته إلى كييف، إلى حل النزاع في جنوب شرق أوكرانيا في أسرع وقت ضمن القانون الدولي وعلى أساس اتفاقات مينسك لتسوية هذا النزاع. كما أكد أردوغان، أنه اتفق مع نظيره الأوكراني على تنسيق جهود البلدين المتعلقة بقضايا الأمن في منطقة البحر الأسود، وأعلن أن أنقرة تؤيد سيادة أوكرانيا على شبه جزيرة القرم ولا تعترف بضم القرم بطريقة غير شرعية. من جانبه أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، أن بلاده مهتمة بزيادة عدد المراقبين الأتراك ضمن بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في منطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا)، وأنها تعول على دعم أنقرة لمشروع نشر بعثة أممية لحفظ السلام هناك. وكان أردوغان، قد وصل إلى العاصمة الأوكرانية كييف في زيارة لبحث التعاون الثنائي والنشاطات العسكرية والأمنية بين البلدين، ومسألة تتار شبه جزيرة القرم. وهو ما أثار انزعاج السلطات الروسية التي ترى أن القرم أصبحت إقليما روسيا لا أوكرانيا، وبالتالي، فبحث أي تفاصيل تخص الإقليم وسكانه، يجب أن يكون مع موسكو. والمعروف أن شبه جزيرة القرم تضم عددا كبيرا من تتار القرم الذين يدينون بالولاء لتركيا. من جهة أخرى، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد شدد في وقت سابق بأن "مسألة القرم أغلقت بشكل نهائي"، موضحا أن أمر العودة إلى المنظومة السابقة التي كانت القرم بموجبها جزء من الأراضي الأوكرانية، غير وارد على الإطلاق.