أعلنت روسيا عن أنها لا ترفض المبادرة الفرنسية حول سوريا، لكنها ترى في الوقت نفسه أن الصيغ والأشكال الموجودة تعمل بشكل نشط وفعال على تسوية الأزمة السورية. قال نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف إن موسكو لا ترفض المبادرة الفرنسية حول التسوية السورية، بل تسعى إلى معرفة الجديد فيها، متسائلا: "لا نرفض شيئا، لكننا نريد أن نعرف ما القيمة المضافة؟ وما الجديد؟ وكيف يمكن أن يؤثر على تنشيط العملية السياسية؟". وأكد جاتيلوف، أن الهيئات الموجودة حاليًا، خاصة المجموعة الدولية لدعم سوريا، التي تم في إطارها إنشاء مجموعتين للشؤون الإنسانية ولشؤون نظام وقف إطلاق النار، تعملان بشكل فعال للغاية. كانت فرنسا قد تقدمت بمبادرة لإنشاء مجموعة اتصال حول تسوية الأزمة السورية، والبدء بالانتقال إلى التحول السياسي في سوريا، ورحب العديد من الدول بتلك المبادرة، بينما التزمت روسيا الصمت حتى البدء بمناقشة المبادرة في مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، على مستوى وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش. وقالت الخارجية الروسية، في بيان، صدر عنها عقب الاجتماع، إن المحادثة ركزت على بحث حالة التسوية السورية، وتكثيف الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب، والإسهام في العملية السياسية، وزيادة المساعدات الإنسانية لسوريا. فيما، استبق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، لقاء الدول الخمس الكبرى لبحث المبادرة الفرنسية، وأعلن عن أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها، مؤخرًا، في إطار لقاءات أستانا حول سوريا، تفتح الطريق أمام بناء حوار سياسي في هذا البلد. وذكر لافروف، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن تطور الأوضاع في سوريا يبعث على تفاؤل حذر، موضحًا أن لقاء أستانا الأخير أسفر عن ترسيم حدود أربع مناطق لما يسمى ب"تخفيف التوتر"، مشيرًا إلى أن هذه الاتفاقات تهيئ الظروف المواتية للمضي قدمًا في الطريق إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 حول سوريا، على أساس حوار مباشر بين المعارضة والنظام.