مع استمرار تدفق اللاجئين من مسلمي "الروهينجا" عبر الحدود من ميانمار، أصبح هؤلاء القابعون في المخيمات والمستوطنات المؤقتة في بنجلاديش في حاجة ماسة إلى الموارد الأساسية، وسط تضاؤل الإمدادات. وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية قالت إن المعارك بدأت تظهر على الغذاء والماء، فأصبحت النساء والأطفال ينقرون على نوافذ السيارات، طلبا للطعام. أو يتتبعون الصحفيون لتسول الغذاء. وأعلنت الأممالمتحدة، اليوم السبت، أن ما يقدر بنحو 290 ألف من مسلمي "الروهينجيا" وصلوا إلى منطقة "كوكس بازار" الحدودية فى الأسبوعين الأخيرين، وانضموا إلى ما لا يقل عن 100 ألف شخص كانوا موجودين هناك بالفعل، بعد الفرار من أعمال الشغب أو الاضطهاد فى ميانمار ذات الأغلبية البوذية. ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد بشكل أكبر، مع عبور الآلاف يوميا سيرا على الأقدام. الوكالة الأمريكية قالت إن العديد من الوافدين الجدد قد فوجئوا وصدموا فى البداية بعد فرارهم من العنف الذى اندلع فى 25 أغسطس الماضى فى ولاية "أراكان" بميانمار. وهم الآن يصبحون أكثر يئسا في البحث عن نقاط توزيع الأغذية التي ظهرت في الأيام الأخيرة فقط، التي تتلخص في عبوات من البسكويت وأكياس من الأرز تبلغ 25 كيلوجراما. ونقلت "أسوشيتد برس" عن إحدى عاملات الإغاثة القول إن "المخزونات تنفد، ومن المستحيل الاستمرار بهذا الوضع"، مشيرة إلى أن احتياجات اللاجئين أكبر بكثير مما كانوا يتصورونه. وقال عامل آخر في مجال الإغاثة "الجميع جائعون، الجميع ينتظرون لساعات. فالحشود أصبحت خارج السيطرة، ووكالات الإغاثة قد تحتاج إلى وجود الشرطة. نحن غير مستعدين لهذا العدد الضخم". وأوضحت الوكالة أن مخيمات اللاجئين امتلئت بالفعل. وسرعان ما ظهرت مستوطنات مؤقتة وتوسعت على طول الطرق. وكانت الأممالمتحدة قد طلبت من السلطات البنجلاديشية توفير المزيد من الأراضى حتى تتمكن من بناء معسكرات إغاثة جديدة. ولفتت الوكالة إلى أن عددا متزايدا من "الروهينجا" كانوا يصلون أيضا بالقوارب التي عبرت نهر "ناف" أو خليج "البنجال". فذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن حوالى 300 قارب من ميانمار وصلوا إلى "بازار كوكس" يوم الأربعاء وحده. "أسوشيتد برس" أوضحت أنه ليس من المعروف كم عدد "الروهينجا" الباقون في ولاية "أراكان"، فكان يعتقد سابقا أن عدد السكان يبلغ مليون نسمة تقريبا.