"ربما تكون زيارة رجل الدين الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، إلى المملكة العربية السعودية، في نهاية يوليو الماضي، حلقة جديدة من سلسلة مساعي المملكة لإبعاد عدوها الإيراني عن صنع القرار في بغداد"، هكذا قالت وكالة "فرانس برس"، مضيفة أنه في أعقاب غزو صدام حسين للكويت في أغسطس عام 1990، قطعت الرياض علاقاتها مع بغداد وأغلقت مراكزها الحدودية مع جارتها الشمالية. وظلت العلاقات متوترة حتى بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003، وذلك الحكومات المتعاقبة التى يهيمن عليها الشيعة فى بغداد، الأمر الذي جعها أقرب لطهران، إلى أن جاءت دعوة السعودية إلى الصدر لزيارتها. وما لبث الصدر أن عاد من الرياض، حتى توجه إلى أبو ظبي على متن طائرة إماراتية خاصة، في زيارتين وصفهما أحد المقربين من الصدر ب"ضربة موجعة وقاصمة" في وجه "العملاء". وبدوره قال فنار حداد، باحث في معهد دراسات الشرق الأوسط بواشنطن، إن استضافة الصدر في الرياض وأبو ظبي تظهر للمنافسين الإقليميين، خاصة إيران، أن المملكة العربية السعودية والإمارات قادرة على الاستفادة من سياسة الحكومة الشيعية في العراق والتأثير فيها. فيما قال عالم السياسة العراقي، هاشم الهاشمي، إن دول الخليج العربية الموالية للغرب تهدف إلى إظهار أن إيران لم تعد تحتكر التأثير على السياسة في بغداد، مضيفا أن طهران تفاخرت بالتحكم في كل الخيوط داخل العراق، لكن يبدو أن العديد من تلك الخيوط أصبح الآن خارج متناول يدها. و في هذا الإطار، يشير مراقبون إلى أن افتتاح منفذ عرعر وعودته إلى العمل كرابط تجاري أساسي بين البلدين، سيكون بداية المسار في سحب البساط الاقتصادي من إيران، التي تستفيد بشكل كبير من السوق العراقية بسلعها. وأوضح مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن، أن هذا التفاعل مع الرياض يمكن أن يأتي بنتيجة، إذ قال إن طهران ستعتبر مشاركة السعودية جانب العبادي والصدر سببا آخر لإبعاد العبادي في انتخابات عام 2018"، مضيفا أن ايران ستعمل خلف الكواليس بالمال ووسائل الاعلام والأسلحة لتحقيق ذلك.