لم تترد «شيماء» في قبول طلب «توفيق» للزواج منها رغم فارق ال23 سنة، مستندة إلى مظاهر الثراء الخادعة التي بدت عليه خلال فترة تعارف قصيرة بينهما، لكن لم تدر أن تلك الزيجة ستقودها إلى حبل المشنقة في جريمة أضحت حديث الشارع بمركز القناطر الخيرية بالقليوبية. صاحبة ال27 عاما فرحت ب"العريس المنتظر" على أمل انتشالها من غياهب الفقر، فهو لبناني الجنسية يمتلك محل "منجد إفرنجي" بشبرا الخيمة، ولم تلتفت لنصائح المقربين "يا بنت ده أكبر منك بكتير"، وراحت تحلم بالهدايا والأموال التي ستنهال عليها. اتفق "توفيق" على الزواج من "شيماء" بعقد عرفي، وأن تقيم بمنزله لتغمرها السعادة بعدما أزاح عنها "هَم الجِهاز"، لتسير الأمور على ما يرام. 10 أيام فقط تحولت بعدها أحلام "شيماء" إلى سراب، وأفاقت على كابوس: "كنت فاكراه غني لقيت حالته كرب"، لتقرر الاستعانة بشقيقها من الأم "أشرف"، 26 سنة، لمساعدتها في الخروج بأقل الخسائر، واتفقا على أن "سرقة العفش هو الحل المؤقت". انتظرت الزوجة المصدومة قدوم الزوج منهكا في المساء، بعد عناء يوم شاق لتوفير احتياجات المنزل، لتقابله بكلام معسول، وأخبرته بأنها جهزت "ليلة أنس"، وراحت تضع له أقراصا مخدرة في كوب الشاي ليغط بعدها في النوم، تهرول الزوجة ممسكة بهاتفها للاتصال بشقيقها الذي حضر بصحبة 3 آخرين. مع اقتراب الزوجة ومساعديها الأربعة من نقل المنقولات المنزلية عبر سيارتي نقل من "عش الزوجية" بعزبة شلقان، استيقظ الزوج ليتسمر الجميع، بينما يوسوس الشيطان للزوجة بضرورة التخلص منه "خفنا يفضحنا ويصرخ أو يبلغ عننا" فأسرعت إلى كتم أنفاسه مع شقيقها الذي استخدم "إيشارب"، وأحضر الباقون "حبل غسيل" لتقييده والتأكد من أنه فارق الحياة. استكمل الخمسة نقل الأثاث، وأغلقوا باب الشقة، قاصدين بيعها بمنطقة الخليفة بالقاهرة، وحصل كل منهم على نسبته ظنا منهم أن فعلتهم لن تنكشف. بالعودة إلى مسرح الجريمة، صعد مالك العقار للاطمئنان على "المنجد" بعدما توجه إلى المحل فوجده مغلقا، وعثر على جثته مسجاة على سرير غرفة النوم، يرتدي ملابسه الداخلية، مكبل القدمين واليدين، وحول رقبته إيشارب "حريمي". هرول مالك العقار إلى قسم شرطة القناطر الخيرية طالبا نجدته، لتتوجه قوة من القسم إلى محل البلاغ. وعقب المعاينة بادر المقدم طارق عادل، رئيس المباحث، بسؤال المبلغ "هو كان متجوز" ليرد "ده عريس جديد بس هي أصغر منه بكتير". تلتقط أذن رئيس المباحث تلك الجملة بشيء من الشك في أن المشتبه الأول "زوجة القتيل"، موجها معاونيه إلى جمع التحريات اللازمة حولها وأسرتها بالتوازي مع سؤال الجيران وآخر مرة شوهد فيها المجني عليه قبل الجريمة. تحريات المباحث صدقت على "شك" المقدم طارق عادل، وتبين أن الزوجة هي العقل المدبر بالاشتراك مع شقيقها و"محمد.ط"، 28 سنة، كهربائي، و"أحمد مجانص"، 28 سنة، و"أحمد.أ"، 24 سنة، عاطلين، وأمكن ضبطهم المتهمين عدا الثالث والخامس، وأرشدوا عن المنقولات. وخلال التحقيقات، قالت المتهمة إنها قبلت الزواج من الضحية طمعا في أن يكون لديه ثروة "تداوي" فارق العمر، إلا أنها اكتشفت أن "نقبها طلع على شونة" فقررت سرقته، مؤكدة أنها لم تخطط لقتله. وأمرت نيابة القناطر الخيرية بإشراف المستشار وليد البيلي، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقليوبية، بحبس الزوجة وشقيقها ومتهم ثالث 4 أيام على ذمة التحقيق، وطالبت بسرعة ضبط المتهمين الهاربين.