22 عاما مرت على ما عرف بأنه "أبشع عملية قتل جماعي شهدتها أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية" وهي مذبحة "سربرنيتشا" التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم بأيدي القوات الصربية خلال بضعة أيام فقط. وبالتزامن مع إحياء البوسنة والهرسك لذكرى المذبحة، والتي تحل في 11 يوليو، تم دفن 71 جثة في مقبرة بوتوكاري التذكارية شرقي البلاد، بعد أن عثر على الرفات في مقابر جماعية وتم تحديد هوياتهم حديثا. المذبحة، التي ترقى لمستوى الإبادة الجماعية بحسب هيئات قضائية دولية، نفذتها وحدات من الجيش الصربي تحت قيادة الجنرال راتكو ملاديتش وبتحريض من الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش الذي أوقف العام 2008. وحكمت محكمة الجزاء الدولية في مارس 2016 على رادوفان كراديتش الذي عرف ب "سفاح البوسنة" بالسجن 40 عاما بتهمة "الإبادة" وفقا للمحكمة. وكان الجنرال راتكو ملاديتش الملقب ب "جزار البلقان" قد اعتقل في مايو 2011 وتم نقله إلى لاهاي حيث لا يزال قيد المحاكمة ويتوقع أن يصدر الحكم النهائي بحقه في نوفمبر 2017. وفي يونيو 2017 حملت محكمة استئناف لاهاي هولندا جزءا من مسؤولية مقتل نحو 350 رجلا مسلما خلال مجزرة سربرنيتشا، إذ أقرت بأن الدولة الهولندية تصرفت بشكل مخالف للقانون. كما حكمت على الحكومة الهولندية بدفع تعويض جزئي لأسر الضحايا، مضيفة أن عناصر القوة الهولندية في القوات الدولية سهلوا الفصل بين الرجال والأولاد المسلمين مع أنهم كانوا يعلمون بمخاطر حقيقية بتعرضهم لمعاملة غير إنسانية من قبل صرب البوسنة. وكانت القوات الصربية قد قامت بهذه المذبحة وعمليات تطهير عرقي الممنهجة ضد المسلمين البوسنيين على مرأى من الفرقة الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام الأممية دون أن تقوم بأي شيء لإنقاذ المدنيين، علما بأنها كانت قد طلبت من المسلمين البوسنيين تسليم أسلحتهم مقابل ضمان أمن البلدة، الأمر الذي لم يحصل بتاتا. فبعد دخول القوات الصربية البلدة ذات الأغلبية المسلمة، في يوليو 1995، قامت بعزل الذكور بين 14 و50 عاما عن النساء والشيوخ والأطفال، ثم تمت تصفية كل الذكور بين 14 و50 عاما ودفنهم في مقابر جماعية كما تمت عمليات اغتصاب ممنهجة ضد النساء المسلمات. اختلفت ذكرى المذحة هذا العام عن الأعوام الماضية، إذ شهدت دفن 71 جثة في مقبرة بوتوكاري التذكارية شرقي البلاد، بعد أن عثر على الرفات في مقابر جماعية وتم تحديد هوياتهم حديثا. وكانت القوات الصربية قد تعمدت فصل الرجال عن النساء والأطفال والمسنين، الذين تم ترحيلهم، كما تم اغتصاب العديد من النساء. ودفنت الجثث في مقابر جماعية تم نبشها لاحقا وتوزيع الرفات على مقابر أخرى أصغر ومشتتة من أجل إخفاء حجم المجزرة.