أثار لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، اهتمام وسائل الإعلام الدولية، وذلك لكونها المرة الأولى التي يتقابل بها قطبا السياسة الدولية وجها لوجه. حيث قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن هناك حيثيات كثيرة تجعل لقاء ترامب وبوتين مثيرا للكثير من علامات الاستفهام، نظرا لوجود قضية تورط روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتوتر على الحدود الأوكرانية بين كل من موكسو وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مما قد يدفع العلاقات الروسية الأمريكية للدخول في حرب باردة جديدة. وأضافت المجلة الأمريكية أنه يظهر توافق صوري بين إدارة ترامب والكرملين، إلا أن هذا التوافق ليس كافيا لمنع المزيد من التوتر على جبهة شرق أوروبا، حيث إن لروسيا أطماعا كبيرة في تلك المنطقة، ويمكن لروسيا اجتياح البلقان بأكمله خلال 60 ساعة من حدوث اشتباكات بينها وبين الناتو. وعلى الرغم من تأكيد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" جينز ستولتنبرج أن الناتو، بقيادة الولاياتالمتحدة، لا يريد حربا باردة مع روسيا وسباق تسليح جديدا، إلا أن الحلف والولاياتالمتحدة قد يدفعان إلى حرب باردة جديدة بسبب طموحات موسكو في استعادة أجزاء أوروبا الشرقية التي فقدتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991. بالإضافة إلى ذلك تتصاعد حدة التوتر بين الولاياتالمتحدةوروسيا بسبب الحرب في سوريا، وعلى الرغم من التقدم الكبير في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي وقرب تحرير مدينة الرقة، فإن وتيرة التوتر بين كل من واشنطنوموسكو تبدو في زيادة مستمرة. وأشارت المجلة إلى وجود أزمة أخرى وهي التحقيقات الخاصة بفضيحة التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث لا تزال التحقيقات جارية في كيفية وأسباب هذا التدخل. واختتمت المجلة الأمريكية بالقول إن هذا التدخل يزيد من حالة الغضب داخل أروقة السياسة الأمريكية، مما قد يجعل الضغوط على إدارة ترامب لتقنين التعامل مع روسيا حتى وضوح كيفية وأسباب حدوث تلك الاختراقات، مما سيؤدي إلى تجميد العلاقات مع موسكو والدخول في حرب باردة جديدة.