٢٤ ساعة تفصلنا عن اجتماع وزراء خارجية مجموعة (٣+١)٬ الذي سيعقد بالقاهرة ويضم (مصر والإمارات والسعودية والبحرين) لتقييم الرد القطري الذي قُدم لدولة الكويت أمس علي مطالب الدول الأربع، والتي تضمنت ثلاثة عشر مطلبًا بمهلة لا تتجاوز عشرة أيام، تم تمديدها ثمانية وأربعين ساعة إضافية؛ بناء علي رغبة دولة الكويت الوسيط بين أطراف الأزمة٬ حيث أعلنت الكويت أمس تلقيها ردًّا من قطر علي مجمل المطالب العربية وتم تقديمها للدول العربية الأربع٬ ومن ثم يأتي التساؤل الرئيسي ما هو رد فعل دول (٣+١) علي الرد القطري؟ وما هو مضمون الرد القطري؟ ثلاثة عشر مطلبا من الدول العربية الأربع تجاه قطر، تنوعت ما بين ما هو سياسي ودبلوماسي وأمني وعسكري وإعلامي ومالي٬ دفعت حزمة المطالب تلك قطر لإعلان موقف سريع بأن تلك المطالب تعجيزية ولا يمكن تنفذها٬ بل دفعت تلك المطالب بعض الأطراف الإقليمية ذات العلاقات المتشابكة والمتداخلة مع قطر لإعلان دعمها لقطر، بل تجاوز الأمر ذلك ووصل لاعتبار أن تلك المطالب تمسّ سيادة تلك الدول الإقليمية٬ باعتبار أن بعض المطالب العربية تتضمن تخفيض العلاقات الدبلوماسية بين قطروإيران وغلق القاعدة العسكرية التركية بقطر. ومع اقتراب نهاية المدة الممنوحة لقطر للرد علي المطالب الثلاثة عشر تقدمت دولة الكويت بطلب بمدة مهلة ثمانية وأربعين ساعة إضافية، بجانب قيام بعض الأطراف الدولية بجانب دولة الكويت بتقديم مبادرة من خمس نقاط، تكون حلا وسط أو بمعني أدق حلا مرحليا بين أطراف الأزمة٬ وكانت تلك المطالب الخمسة تتلخص في أولا: مغادرة الإخواني يوسف القرضاوي بجانب بعض الأسماء الإخوانية الأخري وقيادات حركة حماس الفلسطينية. ثانيا: عودة القوات التركية التي وصلت إلي الدوحة خلال المرحلة الأخيرة ثالثا: مراقبة التحويلات المالية القطرية للجهات المقاتلة. رابعا: تقدم قطر كافة المستندات والأوراق الخاصة بالمنظمات والأفراد المتواجدة علي أراضيها. خامسا: وقف برامج التحريض وإثارة النعرات في قناة الجزيرة، وعدم مهاجمة دول الخليج ومصر٬ تلك النقاط الخمس اعتبارتها بعض الأطراف والقوي الدولية والإقليمية مَخرج مرحلي للأزمة وبداية لحوار مباشر بين قطر والأطراف العربية الأربعة. فهل يمكن أن تقبل أطراف الأزمة بهذا المخرج؟ وللإجابة عن هذا التساؤل هناك عدة سيناريوهات، ولكن بناء علي مسارات الأحداث خلال الفترة الماضية يمكن أن نرجح احتمالية قبول أربع نقاط من النقاط الخمس من الجانب القطري، ورفض بند خروج القوات التركية٬ وهو نفس الأمر الذي ينطبق علي موقف قطر من النقاط الثلاثة عشرة المطروحة من جانب دول (٣+١) العربية٬ فالرفض القطري يتمحور حول ثلاث نقاط، الأول تخفيض مستوي العلاقات الدبلوماسية مع إيران والثاني خروج القوات التركية من قطر، والثالث غلق قناة الجزيرة٬ فما عدا تلك النقاط الثلاث فهناك احتمالية لقبول قطر بباقي النقاط٬ وبالربط بين المبادرة ذات النقاط الخمس مع المطالب الثلاث عشر نجد أن هناك نقطتين يتوقف عليهما حل الأزمة الأولي تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع إيران والثانية خروج القوات التركية من قطر، وهما نقطتان رئيستان بالنسبة للدول (٣+١) العربية، فهل ستقبل الأطراف الأربعة العربية بحل جزئي للأزمة؟ أم أن المعركة الحقيقية بين الأطراف (٣+١) العربية مع قطر لم تبدء بعد؟ هذا ما سيعلنه اجتماع القاهرة غدا الخاص بمجموعة وزراء خارجية مجموعة الأربعة (مصر والإمارات والسعودية والبحرين)٬ وإن كان احتمالية أن المعركة لم تبدء بعد هي الأقرب٬ فما هي مسارات ومضمون تلك المعركة هذا ما يمكن أن نجيب عنه لاحقا.