تتفاوض قطر وأميركا على شراء 72 طائرة اف 15، بقيمة 21 مليار دولار، منذا أواخر ولاية باراك أوباما، وعرض دونالد ترامب على الدّوحة، مؤخّراً، تحويل الاتفاق إلى عقدٍ مبرم. حيث وافقت الإدارة الأميركية السابقة في عهد باراك أوباما على بيع قطر 72 طائرة من طراز "إف-15" بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية. شركة "بوينغ" تقول إن الصفقة ضرورية لاستمرار خط إنتاجها في ساينت لويس، بعد أن توقف الجيش الأميركي عن شراء المقاتلة وانصرف إلى نماذج أكثر حداثة. وتعول شركة "بوينغ" على صفقة قطر في تأمين استمرار خط إنتاج "F-15" حتى 2020. قناة "فوكس نيوز" نقلت اليوم السبت، عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن صفقة تسليم قطر 72 مقاتلة من طراز "إف-15 كيو إيه" ماضية إلى الأمام، ولم تتأثر بالتطورات الأخيرة في منطقة الخليج. وفي بيان لشركة "بوينغ" المصنعة للمقاتلات، قالت الشركة إنها تعمل بشكل وثيق مع الحكومتين الأميركية والقطرية لإتمام الصفقة. وأضاف المسؤول الذي لم تكشف القناة عن هويته أن "هناك تقدما في الصفقة التي تبلغ قيمتها 21.1 مليار دولار". ولم يصدر تأكيد رسمي سواء من واشنطن أو الدوحة بشأن هذا التقدم المحرز في صفقة مقاتلات ال "F-15". من جهتها، قالت شركة "بوينغ" المصنعة لمقاتلات "F-15" بالتعاون مع شركات أخرى عبر بيان إنها "تتابع آخر التطورات عن قرب". وأضافت الشركة "نعمل بشكل وثيق مع الحكومتين الأميركية والقطرية حول الصفقة، وما زلنا نتوقع توقيع اتفاق حيالها". في المقابل، يرى معلقون أن دولة بحجم قطر سيصعب عليها استيعاب كل هذه المعدات واستخدامها، ومن المؤكد أنها ستحتاج إلى سنوات طويلة لتدريب وتنشئة كوادر تقدر على استيعاب ثلاثة أسراب جوية حديثة، فعدد طائرات الصفقة يفوق أضعافًا عدد الطائرات المقاتلة التي تعمل حاليًا في سلاح الجوّ القطري. وتعاند الجغرافيا إمكانية تحول قطر إلى قوة عسكرية ضاربة، فال 72 طائرة F15 بالإضافة إلى 12 مقاتلة "ميراج" التي تمتلكها قطر، بسبب مساحتها صغيرة سيسهل على أي مهاجم ضربها في المطارات لأن أماكنها ليست متباعدة. مفتاح الحل ورغم أن السعر مبالغ به بالمقارنة بصفقات عالمية، أو بالثمن الذي تباع به هذه الطائرات لسلاح الجو الأميركي، إلا أن قطر ماضية في الصفقة، خاصة بعد تعقد الأزمة الخليجة وتهديد أمنها في ظل تلميحات ترامب المتناقضة عن التدخل لحل الأزمة الخليجية . مما يؤشر إلى أن الصفقة التي تحتاج الشركة الأمريكية إلى تصريفها قد تكون مفتاحًا لحل الأزمة بتدخل ترامب، خاصة أنها ستوفر حوالي 15 ألف وظيفة في ولاية "ميسوري" التي تقع بها مصانع الشركة، والوظائف هي أكثر ما يهم ترامب. يقول الكاتب العراقي حارث حسن "بشكل ما، فان الأزمة الحالية ليست فقط أزمة خليجية - خليجية، بل إن مصير الأزمة سيتقرر على الأغلب من خلال الحدود التي يرسمها الأمريكيون للتخويل السعودي، ولحجم التنازل القطري، قد يكون فهم التنازل لدى الأمريكيين مغاير بعض الشئ عنه لدى السعوديين، وهذا ماتفهمه قطر جيدا إذ تحاول أن تفرق بين الموقف الأمريكي والالتزام بعقد ال "F 15"، والموقف السعودي - الإماراتي حيث تعتبر قطر المقاطعة ليست جزءا من العقد. ويضيف حسن "هنا تحديدا نفهم الأزمة الحالية بوصفها تنافس حول تحديد وتعريف الشق الثاني من العقد، وبالتالي فإن ما سيقرره الأمريكيون سيكون هو العامل الحاسم في تشكيل مسارات التصعيد أو التهدئة في المستقبل.