الإعاقة فكرية وليست جسدية، مقولة أثبتتها الكثير من النماذج الناجحة التي تحدث إعاقتها الجسدية وتخطت حواجز المرض لتحظى بشهرة ونجاح لم يستطع الكثير من الأسوياء تحقيقهما، وهذا أيضًا ما أصبته الطفل البوساني "إسماعيل زولفيك". "إسماعيل" يبلغ من العمر 6 سنوات، ولد بدون ذراعين وبأرجل مشوهة راوده كثيرًا حلم أن يصبح بطلًا للسباحة، ولكنه لم يعتقد يومًا أن الحلم سيصبح حقيقة؛ إلى أن ساعده والداه ومدربة السباحة "أميل كابو" على خوض التجربة. "أميل كابو"، مدربة السباحة وخريجة كلية التربية الرياضية، تمسكت بهدف تقديم دروس السباحة المجانية للأطفال ذوي الإعاقة في حمام سباحة "سراييفو" بدون أي دعم من الدولة، حسبما ذكر موقع "الدايلي ميل" البريطاني. وبفضل "كابو" ووالديه، استطاع "إسماعيل" التغلب على قيوده الجسديه وتحرر من خوفه من الماء، واستطاع الفوز بالميدالية الذهبية في مسابقة إقليمية للسباحين المعوقين، تحت إشراب المدربة الملهمة. وتقول "كابو": "كان هدفي جلب الأطفال ذوي الإعاقة إلى الخارج، فأجسادهم قد تكون مختلفة، ولكن إذا منحتهم فرصة لإثبات أنفسهم سيعرفون كيفية اقتناصها واستخدامها"، موضحة أن النادي الذي أسسته في "سراييفو"، لا يزال نادي السباحة الوحيد للأطفال ذوي الإعاقة في البوسنة. واجه والدا الطفل مشكلات عدة في رحلتهما لمساندة طفلهما "إسماعيل"، بدًء من عدم قدرتهما على تحمل نفقات التدريب، إلى المشوار الشاق مرتين أسبوعيًا إلى النادي، حيث يبعد عن منزلهما بحوالي 44 ميلًا شمال "سراييفو"، ولكن تبرعت إحدى المؤسسات بتغطية تكاليف الوقود وشراء معدات السباحة للطفل وغيرها. حصلت جهود "كابو" على اهتمام مؤسسة "سويم سترونج فونداتيون"، وهي منظمة غير ربحية مقرها نيويورك، حيث سافر مؤسسوها إلى سراييفو للمساعدة في تدريب نحو 50 طفلًا معوقًا من جميع أنحاء البوسنة الذين انضموا للنادي خلال العام الماضي. جدير بالذكر أن التقديرات تشير إلى أن 6.5% من الأطفال البوسنيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين وتسع سنوات، يعانون من نوع من الإعاقة ويفتقرون عادة إلى المرافق الأساسية.