كتب- أحمد الدعدر: توليفةُ دراميّةُ تجمع ممثلين عربًا، ما بين مصرى وسعودى وكويتى وسورى وعراقى، لتُخرج فى النهاية مسلسلًا يثير الجدلَ بداية من حلقاته الأولى، المسلسل تدور أحداثه حول تنظيم «داعش» الإرهابى، كيف يتواصل مع الشباب، كيف يستقطبهم، كيف يربى النشء داخله، والحلقة الأخطر هى نساء داعش، ورغبتهن الشديدة فى ممارسة جهاد النكاح.. مسلسل «غرابيب سود»، المذاع على فضائية «إم بى سى»، والمصوّر فى لبنان، يقول ممولوه، وهى مؤسسة خليجية، «إن هدفه مكافحة الإرهاب والتطرف»، لكن علامات استفهام عديدة أحاطت بالمسلسل منذ بداية عرضه، تدور جميعها بين حق المعرفة، معرفة كواليس التنظيم، حسب القائمين على العمل ب«أن المسلسل مبنىُّ على روايات حقيقية»، التى تخفى عن الكثيرين، من ناحية، وما بين اتهامات بأن المسلسل ما هو إلا أداة إيرانية لمهاجمة الإسلام وفى القلب منه السُّنة.. وما بين الاستفهامات المطروحة تظل الإجابات كلها ممكنة حتى نصل إلى نهاية العمل... شيعى.. يشوّه صورة الإسلام كتب أحمد الفولى، القيادى بالدعوة السلفية، عن المسلسل، على صفحته الشخصية على «فيسبوك» قائلًا: «تحذير هام، بعد البحث والتأكد من صحة المعلومات 100%، مسلسل غرابيب سود، مسلسل شيعى يستهدف تشويه صورة الإسلام». وأضاف الفولى، «الشركة المنتجة هى شركة (o3)، رئيسها الشيعى فاجى إسماعيل، والشركة التنفيذية (صباح بكتشرز) رئيسها عامر الصباح، القيادى بتنظيم حزب الله الإرهابى اللبنانى، والقناة إم بى سى، مدير برامجها الشيعى على جابر، أبطال المسلسل محمود بو شهرى، محمد الأحمد شيعة (علوية)، مرام البلوشى، ديمة الجندى شيعة (إسماعيلية)». كما حذّر وليد إسماعيل، من المسلسل، عبر صفحته على «فيسبوك»، قائلًا «تنبيه مهم لمن يتابع مسلسل غرابيب سود، هذا المسلسل خمينى محض، وإليك الأدلة على ذلك، الشركة المنتجة o3 يرأسها فادى إسماعيل (خمينى)، والشركة المنفذة صباح بكتشرز، يرأسها عامر الصباح (خمينى تابع لحزب الله)، قناة العرض (إم بى سى) يديرها على جابر (خمينى)، وبطل العمل محمود أبو شهرى (خمينى)، وبطلة المسلسل مرام البلوشى (خمينية)، والكاتبة هدى حمادة (خمينية)، ومدير الإنتاج محمود حسين (خمينى إيرانى)، وتم تصويره فى لبنان، معقل حزب الشيطان». موقع أمريكى يرصد الجدل ورصد موقع «برايتبرت» الأمريكى ما وصفه بالجدل المثار فى السعودية وخارجها، خاصة بين المعارضة السورية على خلفية المسلسل، وتناول الموقع حديث الصحفى المعارض السورى موسى العمر، على صفحته «فيسبوك» عن أن جهاد النكاح غير حقيقى، ولكن تلك القضية ابتدعت من قبل تليفزيون الميادين المقرب من حزب الله وإيران، بهدف تشويه المعارضة السورية. وأبرز الموقع تغريدة للدكتور محمد البراك، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى وعضو رابطة علماء المسلمين، أشار فيها إلى أن «إم بى سى» أوقفت عرضًا للخطايا ثمن الذى ينتقد نكاح المتعة رضوخا لاحتجاج الشيعة، أما المسلمون فتشوه دينهم وتفترى عليهم بعرض غرابيب سود دون مبالاة. ورأى الناشط السورى خالد شعبان، أن المسلسل يسىء لنساء السنة، ويظهرهن على أنهن محرومات ومتعطشات للجنس من خلال إقبالهن على ما قالوا إنه جهاد النكاح. وتحدث الأكاديمي والباحث السعودى خالد العلكمى، في تغريدة له على «تويتر» عن أن المسلسل اختزل الإرهاب وتصدير الدواعش فى حلقات الذكر والدروس الدينية، مضيفًا أن المسلسل محاولة قذرة ومثيرة للشفقة لإلصاق فرية نكاح الجهاد بالإسلام، التى لا يخفى على عاقل من اختلقها.. غرابيب سود يكذبون ويصدقون كذبتهم. «الجزيرة» القطرية تهاجم المسلسل بينما هاجمت قناة الجزيرة فى تقرير مصور المسلسل والقائمين عليه، متهمة إياهم بأنهم يسعون لتشويه صورة الإسلام، قالت القناة فى تقريرها: «نقاب.. لحية.. درس دينى.. حديث بالفصحى بين أتباع التنظيم ما يشكل صورًا ذهنية تربط بالتدين ومن ورائه الإسلام هوية وثقافة بالتطرف». وأضافت الجزيرة: «البناء الدرامى للمسلسل يقوم على ما يسمى بجهاد النكاح، وهى فرية خرجت من وسائل إعلام موالية لنظام بشار الأسد وممولة إيرانيًا، اندثرت وصارت أقرب إلى نكتة، المسلسل يجد فيها مادة جالبة». كما استنكرت خديجة بن قنة، الإعلامية الجزائرية والمذيعة بقناة «الجزيرة»، ما تضمنه المسلسل من تطاول على النساء المسلمات وتصويرهن بأنهن لا يبحثن إلا عن الجنس، مؤكدة أن المسلسل يقدم خدمة مجانية للتنظيمات الإرهابية. وقالت بن قنة، فى تدوينة لها عبر حسابها ب«فيسبوك» مرفقة تقرير لقناة «الجزيرة» حول المسلسل ومتسائلة «غرابيب سود… مسلسل يحارب الإرهاب أم أنه يقدّم خدمةً مجانية للتنظيمات الإرهابية ويُصوّر المسلمات السنيّات بمظهر اللاهثات وراء الجنس». العتيبى يرد: هجوم «الجزيرة» مسيس.. والمسلسل يهاجم «داعش» من جانبه نفى عبد الله بن بجاد العتيبى، المشرف على مضمون مسلسل، فى تصريحات صحفية، أن يكون النص الدرامى يحوى أى اتهام لنساء السنّة بالبحث عن الجنس، قائلا «الحملة ضد المسلسل حملةٌ منظمةٌ من جماعات الإسلام السياسى ورموزها كجماعة الإخوان المسلمين والسروريين وغيرهم، وقناة الجزيرة تحركت بتوجيهات سياسيةٍ من قطر. قطر وجدت نفسها فى مواجهة سياسيةٍ أكبر من قدراتها مع السعودية والإمارات، وهى لم تجد حتى الآن أي مخرجٍ من أزمتها وبالتالي تم التوجيه بإثارة الزوبعة ضد المسلسل». وأضاف العتبي، «المسلسل يهاجم داعش كتنظيم إرهابيٍ معروفٍ، وهو أبعد ما يكون عن الإسلام وعن السنة، والغالبية العظمى من ضحاياه هم مسلمون من أهل السنة، وكون داعش يستخدمون مصطلحات دينيةٍ فإن ذلك لا يمنع من فضحهم».