استمر السجال الإعلامي بين قطر من جهة والإمارات والسعودية من جهة اخرى واتسعت رقعة السجال على مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء السجال كرد فعل على التصريحات المثيرة للجدل التي نسبت لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، على الرغم من صدور نفي رسمي بالتصريحات، حيث اصطف النشطاء في معظم الدول العربية لمؤازرة أمير قطر والدفاع عنه، أو لتنظيم حملات تهاجمه وتهاجم قطر. على إثر الأزمة قامت مصر بحجب عدد من المواقع الإخبارية منها موقع قناة الجزيرة القطرية بحجة دعم تلك المواقع للإرهاب ومساندتها لجماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها الحكومة المصرية كجماعة إرهابية، وتزامن الحظر المصري مع حظر هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية إلى حجب موقع «الجزيرة نت»، كما عمدت الجهات المختصة في السعودية إلى حجب مواقع قطرية من بينها «الجزيرة نت، قنا، الوطن، الراية، العرب، والشرق»، فضلاً عن «مجموعة الجزيرة الإعلامية» و«الجزيرة الوثائقية» و«الجزيرة الإنجليزية» وعقب الحظر ظهر هاشتاج يدعم الحظر في الإمارات ومصر حمل عنوان #حظر_منصات_الإرهاب. أزمة حادة وفي وقت سابق طالب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قطر، بالالتزام بتعهداتها وتغيير سلوكها الذي أضر بدول الخليج درءًا لما سمّاه ب"الفتنة التي تحمل خطرًا جسيمًا". وقال قرقاش في سلسلة تغريدات له على تويتر فجر الأحد إن دول مجلس التعاون تمر بأزمة حادّة، مضيفًا أن درء الفتنة يكمن في تغيير السلوك وبناء الثقة واستعادة المصداقية، حسب موقع العربية. مصالحة صعبة أكدت مصادر خليجية لصحيفة "الحياة" السعودية، اليوم الأحد، أن الوساطات لعودة العلاقات الطبيعية مع قطر معلقة حتى إشعار آخر، وحتى تعدل الدوحة سياستها وتفي بوعودها تجاه دول الخليج. ويجتمع وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير والمصري سامح شكري، اليوم، على هامش اجتماعات اللجنة التشاورية الثنائية، لمناقشة تداعيات الأزمة التي أحدثتها التصريحات المنسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ومحاولة التنصل من "بيان الرياض" الذي يلزم الموقعين عليه ومن بينهم قطر بتتبع تمويلات التنظيمات الإرهابية. الوزيران سيناقشان محاولات وساطة عرضتها أطراف عدة أبرزها دولة الكويت لحل الأزمة، في ظل اتفاق "سعودي - مصري" على ضرورة تغيير قطر سياساتها ومواقفها من إيران ومن الدعم المادي والمعنوي لمنظمات مصنفة ك"إرهابية"، واحتضان قيادات "إخوانية" ومتشددين، كشرط أساسي لقبول الوساطات التي تحاول حل الأزمة. وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الكويت، لبحث وساطة إمكانية حل الخلاف الخليجي الذي أثارته تصريحات نسبت إليه مؤخرا واعتُبرت إساءة الى دول مجلس التعاون، رغم النفي القطري لصدقيتها، حسب صحيفة "الحياة". كسر الإجماع بعد سنتين ونصف سنة من «المصالحة الخليجية» التي أعقبت أزمة "سحب السفراء" في مارس 2014، كشفت الأزمة الأخيرة أن علاقات قطر بدول مجلس التعاون وخاصة السعودية والإمارات، لم تكن على متينة بما يكفي، بل قد تصل تلك العلاقة إلى نقطة اللاعودة. فما كان ممكنًا في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، لا يبدو أنه سيظل كذلك في عهد بن سلمان، حيث اُعتبر الخروج القطري على الإجماع العربي الإسلامي الذي قادته الرياض في الاحتفال الذي أقيم للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في السعودية، شرخا خليجيًا لا يمكن التهاون مع من أحدثه، خاصة أن الأزمة فتحت هذه المرة كل الملفات الشائكة، وأهمها الملف الإيراني الذي تعتبره السعودية والإمارت غير قابل لأي نقاش. قناتا العربية وسكاي نيوز استغلتا التصريحات القطرية، واستضافتا على مدار الأيام الماضية محللين من مصر والسعودية لمهاجمة السياسات القطرية، فيما نشرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا» خبرا عن سحب الدوحة سفرائها من الرياضوالكويت والمنامة وأبو ظبي والقاهرة، لكن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عاد ونفاه قائلاً: "إنه لم يقل سحب أو طرد السفراء، وإن تصريحه أخرج من سياقه". فيما أوردت صحيفة "عكاظ" السعودية، التصريحات المنسوبة لتميم تحت عنوان: «تثير الاستهجان وتتحدى الإرادة الدولية: قطر تشق الصف... وتنحاز لأعداء الأمة». في المقابل أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا استغربت فيه "موقف بعض وسائل الإعلام والفضائيات التي نشرت تصريحات (كاذبة) منسوبة لأمير البلاد رغم صدور بيان ينفي صحتها"، مؤكدة أن الدوحة فتحت تحقيقاً لمعرفة الجهات التي تقف خلف اختراق موقع الوكالة الأنباء القطرية (قنا)"، بمساعدة "دول شقيقة". الخلاف الدائر حاليا بين طرفي البيت الخليجي طوى صفحة «المصالحة» وفتح صفحة جديدة من صراع لا يمكن التنبؤ بنتائجه مسبقا عنوانه "معاقبة قطر". مبادرة الكويت دخلت الكويت على خط الأزمة السعودية الإماراتية - القطرية، في محاولة ل"لإنهاء خلاف الأشقاء"، وحصار الأزمة قبل أن تتطور إلى ما هو أبعد من الحرب الإعلامية. فيما أكد استمرار الحرب الإعلامية بعد القمة التي انعقدت الأربعاء الماضي بين تميم أمير قطر، وصباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، صعوبة المهمة الكويتية هذه المرة، وينبئ بفشل المبادرة. وبالتزامن مع انعقاد القمة القطريةالكويتية، نقلت "رويترز" عن مسؤول خليجي قوله إن «الصبر نفد، والمؤكد أن دول الخليج بقيادة الرياض لن تتساهل على الأرجح في أي انحراف إذا كان متعمدًا، خاصة في المنعطف الحالي في علاقتنا مع إيران». التطورات الأخيرة في للأزمة الخليجة تفتتح الباب أمام تغيرات كبيرة داخل مجلس التعاون الخليجي، تعيد ترتيب أوراق المجلس، وربما تؤدي إلى شرخ عميق بين أركانه.