كتب: أمير الشعار حلقة جديدة من مسلسل العمليات الإرهابية تعرضت لها بريطانيا، في الوقت الذي تستعد لإجراء انتخابات تشريعية 8 يونيو المقبل.. لكن إلى أين ستتجه أصابع الاتهام، وهل هناك تقصير أمني؟ وهل ستؤثر على حزب تيريزا ماي؟ أسئلة متعددة تعلق وسط أذهان المواطن البريطاني، وينتظر التعليق عليها، لكن الوقت لم يحن، فلندن تشهد أحداثًا مؤسفة ودامية، يتم التعامل معها من قبل الشرطة على أنها عمل إرهابي، وفقًا لما أعلنته رئيسة الوزراء تيريزا ماي. حصيلة أولية "7 قتلى و 50 مصابا" - هي الحصيلة التي أعلنت عنها الشرطة البريطانية، أمس، إضافة إلى مقتل 2 من المهاجمين، وذلك جراء 3 عمليات إرهابية وقعت فوق جسر لندن وآخر في شارع فوكسهول التجاري، وأخيرًا في بورو ماركت. في الوقت نفسه، حلقت 3 طائرات هليكوبتر بحثًا عن مشتبه، حيث كان من المفترض أن تُشدد إجراءاتها الأمنية بعد انفجار مانشستر أرينا، الذي راح ضحيته 22 مدنيًا، وتغلق الحدود. معاقبة اللاجئين لم يقف الأمر عند هذا، فمن الممكن أن تشدد "ماي" من إجراءات دخول اللاجئين، وإغلاق الحدود، كونها تسعى إلى إبقاءهم في الدولة الأولى التي يصلون إليها، إضافة إلى انتهاجها سياسة التمييز بين الأشخاص الذين غادروا هروبا من الحرب أو الفقر، ومساعدة البلدان على حماية حدودها بالقوة والسلطة. ومن المرتقب أن تفشل تلك العملة أيضًا، حيث انتهجت أوروبا تلك السياسة قرابة 15 عامًا، وأثبتت أنها ليست إستراتيجية، وستزيد من الأمر سوءًا. رموز الإرهاب "الجاليات العربية".. كثيرًا ما يتعرضون للنقد وتوجيه أصابع الاتهام لهم عقب أي عملية يتم تنفيذها، لكن ما يثير التعجب، هو لماذا تأوى بريطانيا رموزًا مُدرجة تحت بند الإرهاب، على الرغم من تحذيرهم مرارًا بخطورتهم على الأمن القومي؟، ولماذا لم تتفادى أيضًا تلك العمليات الإرهابية، إذا كانت المخابرات تمتلك معلومات أولية حول وقوع أعمال عنف؟، وفقًا لتصريحات مسبقة من رئيس جهاز الاستخبارات، والذي أكد على ضرورة رفع درجة الاستعداد الأمني في البلاد عقب تفجير مانشستر، منوهًا أن التهديدات الأمنية لا تزال قائمة. رغم ذلك، بدأت وسائل الإعلام بالترويج إلى حزب "تيريزا ماي" باعتباره الأقدر على دحر الإرهاب.. فهل يُعقل أن دولة تحارب التطرف، ولا تستطيع تأمين شعبها من هجمات وقعت في أوقات متقاربة؟. تغريد خارج السرب "دراي غراي" مواطنة بريطانية غردت خارج السرب، وقالت في تدوينة عبر تويتر: "لنلغي الانتخابات، وليجتمع كل السياسيين للعمل بعصا سحرية وعلاج الإرهاب". لم يدم الأمر طويلًا، حتى عُقد اجتماع أمني صباح اليوم برئاسة تيريزا ماي - "المرأة الحديدية" لتدارس الوضع ومواجهة التحديات، وأيضا في محاولة لتوحيد صفوف الأمة التي شعر أبنائها بالغضب. فهل ستنجح "ماي" في العبور إلى بر الأمان وإعادة لم شمل الشارع البريطاني؟ صحيفة "التلجراف البريطانية، دعت الناخبين إلى التصويت لصالح حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماى، في الانتخابات قائلة: "من أجل بريطانيا مستقلة مزدهرة.. صوتوا للمحافظين". وأكدت "التلجراف" أن تيريزا ماى وحدها تمتلك الأسلوب والخبرة الضروريان للاضطلاع بالمهمة على الوجه الأكمل. " التحرير " رصد الأحداث الإرهابية التي ضربت بريطانيا عقب انتخاب "ماي" لرئاسة الوزراء: - هجوم ويستمنستر: وقع الهجوم في 22 مارس الماضي، عندما قتل الإسلامي المتطرف خالد مسعود 4 أشخاص بسيارته، وطعن ضابط شرطي على جسر ويستمنستر، وأطلقت قوات الأمن النار عليه فأردته قتيلًا. وتعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد ذلك الهجوم، بأن بريطانيا لن تستسلم للإرهاب، ولن يتركه يهزمها، وأكدت أنها ستعمل على مكافحة وهزيمة التطرف والعنف. - انفجار مانشستر أرينا: وقع في 22 مايو 2017، أثناء حفل غنائي لمغنية البوب الشهيرة أريانا غراندي، في مدينة مانشستر أرينا، وأسفر عن مقتل 22 شخصًا، وإصابة 59 آخرين. -هجمات لندن: وقع الهجوم 3 يونيو 2017، وقتل 6 أشخاص وبينما أصيب نحو العشرات جراء سلسلة هجمات متتالية نفذتها مجموعة واحدة من 3 أشخاص، بسيارة مغلقة (فان)، ودهسوا المارة على جسر لندن، ثم خرجوا من السيارة، وقاموا بطعن زوار المطاعم والمقاهي بالسكاكين في منطقة بورو ماركت.