المسيحيون المصريون ليسوا جماعة.. وليسوا أقلية.. وليسوا طائفة.... كلنا مصريون.. رغم أنف كل خطاب سياسي أو إعلامي أو ديني.. في الداخل والخارج... كلنا في واحد، والواحد هو مصر.. بغض النظر عن المعتقد الديني.. نحن عنصر مصري واحد.. ولسنا عنصرين.. نحن أكبر من هذه الشظايا.. التي لا تنال منا.. «أنا وأنت».. ويقلبونها «أنا.. أو.. أنت»! كلنا مدركون لهذه اللعبة الساذجة.. الوطن يتسع للجميع.. كل حسب معتقده فهذا شأنه مع ربه وعقيدته الدينية.. إلي كل من يتوهم دون ذلك، من أشخاص ودول ومؤسسات.. ارفعوا أيديكم عن الضغط على هذا العصب الذي لم يصب أبدًا ولن يصاب بتصلب في الشرايين.. فالدم المصري نقي وحر ومتدفق! «فوقوا بقى»...! أقول قولي هذا والعين تنزف ألمًا.. والقلب يتوجع أسًى على ما جرى لإخوتي في حادث المنيا البشع، من دماء سفكتها أيادٍ متوحشة، وبراءة اغتالتها نفوس رانَ عليها الحقد الدفين.. وسلام أدمته كائنات لا علاقة لها بالإنسانية ولا حتى البشرية! لا تصدقوا تلك الخرافات التي يروجها أولئك الذين ينهون عن السلام، وينأون عن الرحمة، يثيرون البغضاء والحقد والضغينة في المجتمع الواحد والوحيد لنا أجمعين.. أولئك الذين ينتهزون الفرص ويسفكون فيها دماء المحبة والإنسانية، ويلوثون ثوبنا الأبيض الناصع، المرصع بلآلئ التوحيد والتفريد والتجريد. لا لهؤلاء الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحُبت. فتقزموا وتأزموا من نشر السلام وإسلام الوجه لله، وضيقوا على الناس -هكذا يتخيلون ويتوهمون- وما الناس في بلادي بمصدقين.. وانظروا إلى أية قرية في جنبات مصر.. تجد حدود الأرض متلاصقة بين المسلم والمسيحي.. والأرض تُسقي بماءٍ واحدٍ.. البيوت يتساند بعضها على بعض.. جيران متجاورون متحابون.. متحاورون.. هادئون.. وادعون.. مسالمون.. لا عليك يا أخي المسيحي المعتقد، فأنا وأنت واحد دمًا وروحًا وسكنًا وسكينةً وألمًا وأملًا.. فكلنا مصريون.. وكلنا ندثر أنفسنا بكل حرف من حروف اسم مصر.. كلنا رابضون على حدود هذا الاسم الغالي والنفيس على نفوسنا أجمعين.. ولاحظ أنني أكرر بتلقائية وعفوية كلمة (أجمعين). لا عليك يا شقيقي.. فهذه الطائفة المتطرفة والمنغلقة والمستغلقة موجودة في كل ملة، وكلها أيضًا خرافات يثيرها البعض رجمًا بالغيب. فلا هؤلاء ولا أولئك.. بقادرين على شد المجتمع إلى الوراء، وإحداث الشقاق والفراق والانشقاق.. وأنت وأنا لا ننتمي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. إنهم مذبذبون.. تائهون.. حاقدون.. سوداويون.. فما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثًا؟! الأفضل أن يظلوا هكذا في غيِّهم سادرين.. ونحن في يقيننا الواحد سائرون.. مدثرون بنعمة المحبة.. مشغولون انشغالًا إيجابيًّا بالخلاص من التداعيات السلبية التي يشهدها مجتمعنا وهو يتهيأ للتحولات التي لن تظل مستعصية على التحقق.. @ تويتر: من خاف الله، أخاف الله منه كل شيء! @ نفسي الأمارة بالشعر: (تجليات رمضانية): سدى .. عبث حياتي إنها جدد نواصيها، سود صحائفها، أسطرها بلا معنى عناويني مبعثرة، وجدراني بلا عمد، تقومها خطيئاتي.. تغلفها حماقاتي.. وعنواني: أنا المخلوق في كبدٍ! أأرجع لك؟ نعم.. لكن.. بأي جوارح ألقاك يا ربي ويوم لقاك حق الحق.. وكل جوارحي صارت أشد من الحجارة قسوة يا رب! بشمسك والضحى، والليل حتى مطلع الفجرِ، بحق الشفع والوترِ، بحق العرش والكرسي واللوح، بحق النور والروح، برحمتك التي سبقت لظى غضبكْ! بوجهك أنت أنت الله.. لا غيركْ! أتوق إلى السبيل، إلى الدليل، إلى البريق، إلى الطريق.. فعلمني الوسيلة والطريقة.. وهب لي الحق يا ربي وصولا للحقيقة.. إلهي.. خالقي.. ربي.. واَه لو تبل شغاف قلبي، قطرة من فيض رحماتك! إلهي.. لو تدثرني بمس من عطاءاتك وآه.. لو تعد خلقي وتكويني فتكويني تباشير الرضا عني وتقذفني بيَم ليس يلقيني إلى شاطئ أطهرُ نفسيَ الصدئة.. أجلي وجه مرآتي.. يباشر قلبي المكلوم تنوير.. وتثوير.. وتجديد.. وتحديد.. وتفريد.. وتجريد.. أرى الأشياء دون هوى ولا فتنة! أعوذ بمن؟ ألوذ بمن؟! ومنك المن، أنت الملتجا والمرتجى والأمن.. أتوق لمن؟! أأبحث عن سماءٍ غير؟ أرضٍ غير؟ رب غير؟ وما مثلك.. ولا غيركْ.. ولا.. إلاكَ.. أنتَ الله.. أنتَ الله.