أثار مقطع فيديو انتشر عبر مواقع السوشيال ميديا أمس الأول الإثنين غضبًا واسعًا على مستوى العالم، حيث ظهر فيه أفراد الأمن بإحدى شركات الطيران الأمريكية يسحلون ويضربون طبيبًا لإجباره على مغادرة الطائرة. وكان الطبيب "ديفيد داو" ضمن المسافرين على الرحلة 3411 بشركة الطيران الأمريكية "يونايتد إيرلاينز" يوم الإثنين الماضي، ولخطأ ارتكبته الشركة قامت بحجز 4 تذاكر زائدة عن مقاعد الطائرة، وهو ما اضطر المسئولين إلى طرد 4 ركاب بطريقة عشوائية. طلبت الشركة من الركاب الأربعة الذين وقع عليهم الاختيار العشوائي المغادرة وانتظار الرحلة المقبلة ووعدتهم بتعويضات، ولكن الطبيب "دوا" رفض حيث إنه كان مرتبطًا بإجراء عمليات جراحية لمرضاه في صباح اليوم التالي وكان لابد من سفره. تحدث الطبيب الذي تعرض للسحل والضرب والإصابة للمرة الأولى لقناة "WLKY" المحلية أثناء خضوعه للعلاج بمستشفى "شيكاغو"، قائلًا: "كل شيء بي مصاب ولم أشعر بحال جيدة"، حيث ظهر في الفيديو ينزف من فمه بعد تعرضه للضرب. أصدرت أسرة الطبيب بيانًا أعربت فيه عن امتنانها لدعم الجمهور حول العالم، وقال محامي الأسرة "ستيفن جولان" إن العائلة تريد أن تظهر تقديرها للعالم كله بسبب قلقهم ودعمهم للدكتور "داو"، وهم يركزون حاليًا على علاجه أولًا. وأوضح موقع "الإندبندنت" البريطاني الذي نقل حديث الدكتور "داو" الأب لخمسة أبناء، أن المحامي "جولان" أحد المحامين الاثنين الذين استأجرتهم العائلة، وأنه من المتوقع أن يقاضي الطبيب شركة الطيران الأمريكية. من ناحية أخرى، أصدرت شركة الطيران بيان أولى شرحت فيه أن الرحلة 3411 كان قد تم حجزها بالكامل، وطلب الموظفين "متطوعين" لانتظار الرحلة القادمة، وعندما تقدم عدد قليل جدًا من المتطوعين، قام أفراد الشرطة باختيار ركاب عشوائيًّا وإجبارهم على الخروج من الطائرة. وصرّح عدد من الركاب بأنهم سمعوا الطبيب يقول أنه لا يستطيع تأخير رحلته لأنه كان مرتبطًا بمواعيد مع مرضاه في اليوم التالي، وقال "تايلر بريدجز" أحد الركاب: "كان الراكب يصرخ في وجههم: أنا طبيب ولدي مرضى يجب أن أراهم في الصباح وعليّ العودة الليلة ولا يمكنني التأخر"، ومع ذلك لم يستمع له أحد. "أوسكار مونوز" الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد إيرلاينز"، أصدر بيانًا اعتذر فيه للدكتور "داو" عما تعرض له، وقال: "الحادث المروع الذي وقع على هذه الرحلة أثار جميع مشاعرنا من غضب وانتهاك وخيبة"، وتابع: "وأنا أشارك كل هذه المشاعر، وقبل أي شيء أقدم اعتذاري العميق لما حدث". وعلى صعيد آخر، وقع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ على رسالة إلى "مونوز" يطالبون فيها بمزيد من المعلومات عن تلك الواقعة.