كشفت صحيفة "إزفيستيا" الروسية عن جهود موسكو في الوساطة بين الأكراد ودمشق على إنشاء منطقة عازلة لوقف تقدم القوات التركية. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تبذل جهودًا مكثفة لوقف العمليات العسكرية شمال سوريا، وإنشاء منطقة عازلة تفصل بين الأكراد والقوات التركية. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي عسكري روسي قوله: إن "العسكريين الروس لعبوا دور الوسيط بين الحكومة السورية والأكراد، حيث تم الاتفاق على نشر وحدات من قوات بشار الأسد في منطقة عازلة، وقام الجانب الروسي في الوقت نفسه بتهدئة وطمأنة الجانب التركي”. وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن القيادة التركية لديها الكثير من الخطط في شمال سوريا، إذ سبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وعد بأن القوات التركية، بعد السيطرة على مدينة الباب، سوف تحرر، مع حلفائها في المعارضة السورية، (مدينة منبج) من الأكراد الذين تشير مصادرهم أيضًا إلى أن القوات التركية تنشئ قواعد ثابتة في منطقتي (الباب وأعزاز)- والمعروف أن "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل الأكراد العمود الفقري لها، هي التي تسيطر على مدينة منبج. في هذا الصدد تحديدا، نقلت الصحيفة الروسية عن رئيس مجلس منظمة الحكم الذاتي الثقافي لأكراد سوريا فرحات باتييف بأنه بعد استعادة مدينة الباب، برزت مسألة التقدم نحو مدينة الرقة باعتبار أنها هي الهدف المعلن لعملية "درع الفرات"، ولكن قوات بشار الأسد المدعومة جوا بالطيران الروسي تمكنت من سد الاتجاه الجنوبي، لذلك قررت القيادة التركية التقدم نحو الرقة عبر الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي، وهدفها الأول مدينة منبج. وأوضح المسؤول الكردي أن المجلس العسكري لمدينة منبج أعلن، في 2 مارس الحالي، عن تسليمه المناطق الواقعة غرب المدينة إلى قوات الأسد. وبذلك تمت إقامة منطقة عازلة تمتد حوالي 30 كلم من الشمال إلى الجنوب بعرض 10 – 20 كلم. من جهة أخرى، قال المدير العام لمعهد القضايا الإقليمية دميتري جورافليوف: إن "قرار الأكراد الاتفاق مع نظام الأسد يمثل خطوة رائعة، فإذا سلموا المناطق الواقعة غرب منبج إلى القوات التابعة لدمشق، فإنهم بذلك ينشئون منطقة عازلة لا يمكن للقوات التركية تجاوزها، كما أن تركيا هي إحدى الدول الضامنة لمفاوضات أستانا والمصالحة في سوريا، لذلك ولأسباب سياسية أخرى لن تتمكن من محاربة قوات الأسد المدعومة من القوات الروسية”. وأكد "جورافليوف" على أن المنطقة الواقعة شمال مدينة منبج تبقى مكشوفة، ومع ذلك فإن الأتراك لا يملكون القوة الكافية لمهاجمتها، خاصة وأن هناك زيادة في نشاط المستشارين الأمريكيين العاملين في القوات الخاصة في مساعدة الأكراد لتنظيم دفاعاتهم وتحصيناتهم. ولكنه من جهة أخرى شدد على أنه لن تحدث مواجهة مباشرة بين الأتراك والأمريكيين.