والد طالب هندسة: تم القبض على ابنى خلال زيارة صديقه بمستشفى سيد جلال ولا علاقة له بالأحداث والدة أحد المتهمين: ولادنا مجتهدين وبيذاكروا علشان ينجحوا والظلم اللى هما فيه بيخلق مهزوزين خائفين من المجتمع موظف والد طالب تجارة: ابنى ولد على 6 بنات بيشتغل ترزى خلال الدراسة علشان يساعدنا واتقبض عليه وهو بيصور ملازم للامتحان استعمت اليوم الاثنين، محكمة جنح ثان مدينة نصر المنعقدة بأكاديمية الشرطة، إلى مرافعات دفاع 29 متهماً، من طلبة جامعة الأزهر، فى قضية اتهامهم بإثارة الشغب وقطع الطريق والتجمهر والبلطجة، والانضمام لجماعة إرهابية، وخرق قانون التظاهر خلال أحداث الشغب التى شهدتها جامعة الأزهر على مدى الشهور الماضية. عقدت الجلسة مسائية، تمام الساعة الواحدة ظهراً، وتم منع الصحفيين من حضورها، كما تم منع أهالى الطلبة من رجال ونساء أن يحضروا الجلسة، لرؤية ذويهم ومعرفة ما يدور خلال جلسات محاكمتهم، إلا أنهم انتظروا جالسين خارج أسوار أكاديمية الشرطة، حتى يخرج المحامون ويطمأنوهم على وضع أبنائهم. وكان أول المحامين الذين ترافعوا فى القضية وخرجوا لطمأنة الأهالى، مصطفى نصر، محامى المتهم الأول على العدوى، الطالب بكلية الطب، وقال أنه دفع أمام المحكمة بعدم دستورية قانون التظاهر، لمخالفته نص المادة 10 من الإعلان الدستورى الصادر فى 8 يوليو 2013، ودفع ببطلان إجراءات القبض على المتهمين وتفتيشهم، لعدم وجود حالة من حالات التلبس بارتكاب جريمة معينة، علاوة على كون المتهمين طلبة جامعة، ومن حقهم ولا يوجد ما يمنعهم من التواجد داخل الحرم الجامعى، وطالب ببراءة جميع المتهمين لخلو أوراق القضية، من أى أدلة تثبت الاتهامات المنسوبة للطلبة، وأن القضية برمتها استندت إلى تحريات الأجهزة الأمنية، وهى تحريات مكتبية لا يساندها أى دليل، كما استند المحامى فى أسباب طلبه البراءة إلى شيوع الاتهامات المنسوبة للمتهمين، وعدم رصد وتحديد دور أيا منهم على حدا خلال الأحداث. وتحدثت التحرير مع صبرى محمد، والد المتهم محمد 20 سنة طالب بالفرقة الثانية بكلية الهندسة بالجامعة؛ حيث أكد على أن نجله، لا ينتمى إلى أى تيار فكرى أو سياسى، وأنه فقط طالب علم من أوائل المرحلة الثانوية، تم القبض عليه من داخل مستشفى سيد جلال، وبرفقته صديقه عاصم الشامى، خلال زيارتهما زميل لهما تعرض للإصابة، وقال الأب، أنا دائما أشدد على إبنى أن يبتعد عن أماكن العنف والشغب، حتى لا يصيبه أى أذى أو يتورط فيها، وأنه بالفعل كان عند وعده ولا يشترك فى أى أحداث شغب، مضيفاً «منعت ابنى من السياسة... لكنى لا يمكننى أن أمنعه من نخوته وشهامته... والإلتزام بالرحمة وصلة وزيارة المريض كما يوصينا الدين»، وأنه استأذنه أن يزور صديقه المريض فى المستشفى ومعه صاحبهما الثالث عاصم، لكنى فوجئت بقوات الأمن تلقى القبض عليهما داخل المستشفى، وتتهمهما بالاشتراك فى الأحداث، وطالب بإخلاء سبيل نجله مردداً «حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من ظلمه وتجبر عليه». من جانبه قال والد الطالب على سلامة على للتحرير، أنه موظف وأب لستة بنات وابنه «على» هو الرجل الذى يسانده فى العمل من أجل توفير احتياجات الأسرة، موضحاً أن نجله طالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة بجامعة الأزهر، ويعمل فى محل «ترزى» بجوار المنزل، ويذهب إلى الجامعة مرة أو مرتين كل فترة، حتى يقوم بتجميع ما فاته من محاضرات ليقوم بمذاكرتها، وأنه يوم القبض عليه كان ذاهباً لشراء مذكرات «ملازم» لامتحانات، قائلا إبنى طالب جامعة ولا جريمة أن يذهب إلى جامعته، وطالب القضاء أن يدقق فى الاتهامات المنسوبة لابنه وغيره من زملائه، قائلاً لو أن الضباط فعلاً تحروا الدقة عن أولادنا لعرفوا نمط حياتهم وخط سيرهم، وأنهم يكدحون ويتعلمون وليسوا أصحاب فكر متطرف أو عنيف. مضيفاً أن على تم ضبطه أثناء تجمهر للبنات، قائلا أنه مروره تصادف مع مظاهرة للبنات وليس فى أعمال شغب مشتركة من البنات والشباب، وأن شرطى أو شخص استوقفه وطلب منه بطاقته الشخصية، وحينما وجده طالباً فى جامعة الأزهر، أجبره على الاتجاه لسيارة الشرطة، ثم تم احتجازه وحبسه فيما بعد. والدة أحد الطلبة الواقفين فى انتظار كلمة تطمأنهم على أبنائهم، تحدثت للتحرير، ورفضت ذكر اسمها واسم ابنها أو حتى الكلية التى يدرس بها، وقالت «أولادنا مجتهدين بيذاكروا علشان ينجحوا.. ونفسى حد يقلى اللى بيحصل فيهم دا لمصلحة مين.. من واجب أى مجتمع أنه يحتضن أبنائه من الشباب ويستوعبهم.. لا أن يظلمهم ويحبسهم ويرهبهم من المجتمع ويجعلهم كارهين للحياة خائفين منها»، وبكت وهى تتحدث. وأضافت، ابنى بيطلب العلم، وهو وزملائه من نخبة العقول التى تبحث عن العلم فى بلده.. وما يحدث معه سوف يشوه نفسيته ويدمر مستقبله... حتى لو المحكمة أنصفته وأخذ براءة، فإنه سوف يكون مهزوز خائف، حتى إن طالبته فيما بعد يمارس حقه الطبيعى فى الانتخاب مثلاً أو أى شيىء أكيد سوف يرفض ويتملكه الخوف وسيذكر تجربته المريرة ويقول «لأ كفاية اللى شفته وحصل معايا». وواصلت تلك الأم الفطنة رغم دموعها التى تعرب عن حزنها وعجزها أمام حالة نجلها، الحديث وهى تقول أى مجتمع يرقى على رقاب العلماء وأكتافهم، وأن إبنها الشاب وزملائه من طلاب العلم هم من يفترض أن يتم بنائهم ودعمهم ليرفعوا الوطن على أكتافهم، لكن للأسف إنه وغيره يتعرضون للتعسف ضدهم، وبررت الأم قولها بالتعسف بقولها، قوات الأمن تفشل فى التعامل مع أحداث العنف والتخريب.. ولا تلقى القبض على المتهمين الحقيقيين.. وتترك المخربين ومختلقى الفوضى لممارسة البلطجة.. بينما تهم بالقبض على المسالمين ومن يتصادف مرورهم دون أن يرتبكون أى جريمة، وطالبت رجال الأمن بالحسم فى التعامل مع المخربين والفوضاويين مع حماية الشباب الذين لا علاقة لهم بأعمال الشغب مثل ابنها وغيره، لأنه لا علاقة له بالمظاهرات. واستمعت المحكمة خلال الجلسة الماضية، إلى مرافعة النيابة العامة برئاسة المستشار أحمد مجدى عبد الغنى، حيث قال أنه كان يتعين على المتهمين الحفاظ على تراب مصر وتاريخها المقدس، ولكنهم تحولوا إلى أياد تعبث بأمن الوطن، فواجبنا المقدس ينطوي على حماية بلدنا الغالي من هذه الأيادي التي تبطش وتسلب جميع حقوقه، مطالبا بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين. وكانت نيابة ثان مدينة نصر قد أحالت المتهمين لمحكمة الجنح، بعدما أشارت التحريات الأمنية لتورطهم فى منع زملاءهم من أداء الامتحانات، وأنهم تلفوا مبانى كليات جامعة الأزهر، وأشعلوا النيران بمبانى الكليات، وأثاروا الشغب وقاموا بقطع الطريق، خلال الأحداث التي شهدتها جامعة الأزهر على مدى الشهور الماضية.