الدكتور عبد الله النجار، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، قال إننا بحاجة ماسة إلى دراسة وفهم المذاهب الإسلامية من أجل التعاطى مع الاختلافات الأيديولوجية والفكرية والدينية، وأشار إلى الآية الكريمة «إنا خلقناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا»، جاء هذا فى الندوة التى عقدتها مكتبة الأسرة فى القاعة الرئيسية بمعرض الكتاب أول من أمس بمشاركة المفكر الإسلامى محمد الشحات الجندى، التى ناقش خلالها كتاب تاريخ المذاهب الإسلامية للإمام محمد أبو زهرة. عرض خلال الندوة الدكتور عبد الله النجار قراءة سريعة لمحتوى الكتاب، ورؤية الإمام أبو زهرة ودراسته وخلفيته الثقافية، موضحًا اختلاف المذاهب الفقهية عن المذاهب الإسلامية، فالأولى تعنى أكثر بتفسير الألفاظ واختلاف المعانى الواردة فى النصوص النبوية والقرآنية مع توضح الدلالة الشرعية للنصوص التى تحتمل أكثر من معنى، فى المقابل أوضح أن المذاهب الإسلامية تنظر بصورة أكبر نحو الأمور الفكرية والثقافية والسياسية. وذكر بأن الإمام أبو زهرة قد أوضح فى كتابه، أن المذاهب الإسلامية تقوم على أفكار كمالية لا تتعلق بالسلوك فهى تدخل فى الطرف الفكرى المتعلق بالخلافات السياسية وانقسام الآراء، وأوضح أن أبو زهرة قد استعرض فى كتابه تاريخ ونشأة بعض الفرق الإسلامية التى انقسم الناس حولها وبسببها إلى سنة وشيعة وخوارج وفرق وجماعات وتطورت إلى قضايا فكرية ومذهبية وكانت بمثابة السبب الأول للخلافات السياسية والانقسامات، التى أوضحها أبو زهرة بأنها طبيعية ومن سنن الحياة لأن الله لم يخلق الناس متشابهين بل متباينين فى القدرات الفكرية والعقلية والجسمانية، فلو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة، ومن هذا المدخل نشأت المذاهب الإسلامية، لأن المصالح السياسية واختلافها يؤجج الخلاف الفكرى، ولذلك كان مهمًا دراسة تاريخ وتفاصيل كل مذهب من تلك المذاهب الإسلامية على حدة. من جانبه قال المفكر الإسلامى محمد الشحات الجندى إننا بحاجة إلى إلقاء الضوء على الثقافة والهوية الإسلامية والمصرية والعربية فى ظل الظروف والتحولات السياسية التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وشدد على ضرورة تقديم الإسلام تقديمًا جديدًا لتعريف العالم بالفكر الجديد. وتطرق الجندى إلى الحديث حول كتاب تاريخ المذاهب الإسلامية، وقال إن أبو زهرة تحدث فى ما يخص الفكر والثقافة والخلافة والسياسة، وكان من منطلق أن العلماء تحدثوا عن الخلافة من خلال كتب العقيدة فى علم أصول الدين والمذاهب الكلامية، والإمام أبو زهرة يؤرخ لنشأة المذاهب الفكرية ويرصد اختلاف الفرق الدينية من خلال المذاهب الإسلامية، محذرًا من أن يؤدى الاختلاف إلى الصراع حتى نتجنب فرقة الصف، وقال إن أبو زهرة تحدث فى ما يخص الفكر والثقافة والخلافة والسياسة، وأرخ كتابه لنشأة المذاهب الفكرية ورصد اختلاف الفرق الدينية.