يبدو أن حدة التوترات بين أمريكا و روسيا تصاعدت من جديد، حيث اعتقلت السلطات الروسية مسؤولين اثنين في الاستخبارات الروسية مختصين بالجرائم الإلكترونية وخبيرا في القرصنة المعلوماتية ووجهت إليهم تهمة "الخيانة العظمى" من خلال العمل لصالح الولاياتالمتحدة، وفق ما أعلن محامي أحدهم أمس الأربعاء. وقال المحامي إيفان بافلوف: إن "المعتقلين، هم سيرجي ميخائيلوف وهو المسؤول الثاني في مركز الأمن المعلوماتي في جهاز الاستخبارات، ومساعده ديمتري دوكوتشاييف، ورسلان ستويانوف مسؤول قسم التحقيق في الجرائم الإلكترونية لدى شركة "كاسبرسكي لاب" العملاقة للأمن المعلوماتي". وأضاف أن القضية متصلة بالولاياتالمتحدة، لكنه قال: إن "اسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "لم يرد بتاتا" في الوثائق التي أطلع عليها"، مشيرًا إلى أن الإجراءات القضائية لن تبدأ قريبًا. وفي حين تعلن السلطات الروسية بين الحين والآخر اعتقال أشخاص بتهمة التجسس لصالح بلد أجنبي ولا سيما الولاياتالمتحدة، فإنه نادرًا ما تورط مسؤولون في الاستخبارات الروسية في مثل هذه القضايا منذ نهاية الحرب الباردة في 1991. و لم تكن هذه الواقعة هي الأولى من نوعها، فقد شهدت البلدين العديد من الصراعات من هذا النوع على مر السنين. تجنيد دبلوماسيين روس اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أجهزة المخابرات الأمريكية بالمحاولة مرارًا لتجنيد دبلوماسيين روس في الولاياتالمتحدة. وقال لافروف: إنه "في أبريل من العام الماضي كانت هناك محاولة لم يسبق لها مثيل لتجنيد الرجل الذي يشغل ثاني أكبر منصب في السفارة على مستوى مستشاري السفير، و عُرض عليه التعاون مع مخابرات أجنبية، كما حاولت الأجهزة الخاصة الأمريكية تجنيد شخص آخر من كبار دبلوماسيينا ووضعت داخل سيارته 10 آلاف دولار وعرضًا للتعاون". وأضاف "لافروف" أن بعض كبار الدبلوماسيين الأمريكيين شوهدوا أثناء مشاركتهم في مسيرات معارضة متنوعة داخل روسيا، وأنهم في بعض الأحيان كانوا يخفون شخصياتهم أثناء المشاركة. القرصنة الروسية اتهمت أجهزة الاستخبارات الأمريكيةموسكو بالوقوف وراء قرصنة معلوماتية ساعدت في فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، فيما قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: إنه "لا يمكن أن تكون هناك صلة بين هذه الاتهامات"، نافيًا بصورة قاطعة لأي معلومات عن تورط موسكو في الهجمات المعلوماتية. وفي السياق صرح بيسكوف، أن "الموقع الإلكتروني للكرملين، يتعرض دائمًا للقرصنة من عدة دول، بما في ذلك من الولاياتالمتحدة وأوروبا وكندا والصين، إلا أن الكرملين لا يتهم أحدًا رسميًا بهذه القرصنة، لأن ذلك سيكون مضحكًا وغير عقلاني، ولن نتصرف بالمثل مع من يوجه اتهامات غير عقلانية وغير مبررة". وأضاف "فيما يتعلق بالهجمات الإلكترونية على منظوماتنا المعلوماتية ومواقعنا الإلكترونية وإعلامنا ومنظماتنا المالية ومصارفنا، فإن هذه الهجمات ليست جديدة، إنها مستمرة منذ زمن طويل بما فيه الكفاية". فيما أمر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، في أواخر ديسمبر، بطرد 35 دبلوماسياً روسياً يُشتبه في قيامهم بأعمال تجسس وفرض عقوبات على وكالتين تابعتين للمخابرات الروسية. أمريكا تجند عنصر من الأمن الروسي في 15 مايو 2013 قدمت وزارة الخارجية الروسية احتجاجًا للسفير الأمريكي في موسكو مايكل ماكفول، لمحاولة عميل إدارة الاستخبارات المركزية الأمريكية رايان فوجل، تجنيد عنصر في أجهزة الأمن الروسية. وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانًا ذكرت فيه أنها استدعت سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى روسيا ماكفول، مشيرة إلى أنه التقى سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الذي عبَّر عن احتجاجه على قيام عميل إدارة الاستخبارات المركزية الأمريكية رايان فوجل - الموظف في السفارة الأمريكية في منصب سكرتير ثالث بالسفارة بمحاولة تجنيد عنصر في أجهزة الأمن الروسية. وأكد البيان أن الدبلوماسي الأمريكي الذي تم احتجازه في موسكو متلبسًا بجريمته هو شخصية غير مرغوب فيها، ويجب عليه أن يغادر روسيا في أسرع وقت.