معركة جبال البداري.. البحث عن «الخُط» الهارب

لا يمر يوم تقريبا دون وقوع حادثة ثأر أو عمل إجرامي في مركز البداري الذي تحولت قراه الملاصقة للجبل إلى مأوى للعناصر الإجرامية، وباتت رمزا لتجارة السلاح والمخدرات، وموطنا ل«الخط».
ويعتبر مركز البداري الذي يقع جنوب شرق محافظة أسيوط آخر المراكز الحدودية ويرتبط بحدود مع محافظة سوهاج بالإضافة لظهير صحراوي ممتد عبر سلاسل جبال البحر الأحمر مليء بالمغارات والكهوف الجبلية التي احتفظت بمعالمه منذ الفراعنة.
قرية الهمامية في البداري التي شهدت أول محكمة في تاريخ البشرية، ضمت أيضا بين جنباتها عشرات العناصر الإجرامية التي ألهبت ظهور المواطنين بفرض الإتاوات والجباية خاصة من أقباط مركزي البداري وساحل سليم.
ربما كانت الطبيعة الجبلية الوعرة التي تتسم بها المنطقة، عائقا أمام قوات الشرطة، أدت إلى ظهور عدد كبير من المجرمين طوال نصف قرن.
وشهد مركز البداري في أعقاب ثورة يناير 2011، ظهور عدد من البلطجية والمجرمين الذين شكلوا تنظيمات عصابية مهمتها الرئيسية اختطاف المواطنين والبحث عمن يدفع فدية مقابل الإفراج عنهم بدءا من "ع.ا"، والذي اتهم في العديد من الجرائم الثأرية وعليه أحكام بالإعدام والمؤبد، وتمكنت قوات الشرطة من قتله بعد معركة بالأسلحة الآلية استمرت لساعات.
وظهر من بعده العشرات وكان آخرهم "صالح.ا"، والذي تطارده حاليا قوات الأمن في جبال البداري مستخدمين طائرات عسكرية لمحاصرته في عملية هي الأكبر من نوعها في الصعيد منذ تصفية بؤرة جزيرة النخيلة التي تزعمها عزت حنفي.
فيما أكد مصدر أمني، أن معلومات مؤكدة لدى وزارة الداخلية تشير إلى تواجد العناصر الإجرامية والإرهابية التي نفذت حادث كمين النقب الإرهابي الذي راح ضحيته 8 من رجال الشرطة من بينهم ضابط متواجدين بهذه المنطقة الجبلية.
وأشار المصدر إلى أن الحملة مستمرة لحين القبض على جميع العناصر الهاربة، موضحا أن هناك قتلى في الاشتباكات التي حدثت بين عناصر الشرطة والعناصر الإجرامية.