نشرت صحيفة «الأهرام» يوم الإثنين الماضى (19/ 9) خبرا فى صدر صفحتها الأولى يقول عنوانه نصا «الرقابة الإدارية تبرئ أسامة سرايا (رئيس تحرير الصحيفة السابق) من الكسب غير المشروع»، وفى المتن أكد الخبر غير المنسوب إلى مصدر واضح، أن التقارير الرقابية المقدمة لجهاز الكسب غير المشروع بشأن ثروة رئيس التحرير السابق انتهت إلى «سلامة موقفه المالى وعدم تحقيقه أى كسب غير مشروع»، ثم مضت سطور الخبر نفسه تقول إن ضباط هيئة الرقابة الإدارية أبلغوا قضاة التحقيق فى جهاز الكسب غير المشروع أن تحرياتهم (الضباط) أثبتت أن الزيادة فى ثروة (الزميل أسامة) تطورت بشكل طبيعى طبقا لمصادر دخله المشروعة من مؤسسة «الأهرام» بالإضافة إلى ما يتحصل عليه من أموال نتيجة اشتراكه و(السيدة) زوجته فى العديد من الشركات الخاصة..». هذا هو فحوى خبر صفحة «الأهرام» الأولى عدد يوم الإثنين، لكن الصحيفة لم تدعنا نهنأ ونفرح ببراءة الزميل أسامة سرايا سوى أربعة أيام فقط، إذ سرعان ما عادت يوم الجمعة فى كلامها ونشرت فى صفحة داخلية (الصفحة السادسة) خبرا آخر مناقضا بالكلية للخبر السابق كان عنوانه هذه المرة «تحريات جديدة حول ثروة سرايا»، وفى المتن الذى تحت هذا العنوان كتب محررا الخبر الزميلان العزيزان محمد شومان وبهاء مباشر، أن هناك «تحريات تكميلية» قامت بها هيئة الرقابة الإدارية بشأن ثروة الزميل المذكور كشفت «أن ممتلكات سرايا وأسرته تجاوزت مصادر دخله عشرات المرات وهو ما يشير إلى تحقيقه كسبا غير مشروع (!!) وأوضح تقرير الرقابة الإدارية الذى تسلمه المستشار عاصم الجوهرى مساعد وزير العدل لشؤون الكسب غير المشروع، أن رئيس تحرير الأهرام السابق شريك ومساهم فى 12 شركة إجمالى رأسمالها 500 مليون جنيه..»، وحسب التفاصيل الواردة فى الخبر فإن أنشطة هذه الشركات اختلفت وتنوعت ما بين شركات «تنمية زراعية واستصلاح أراض» وأخرى تعمل فى مجال «النقل» وشركة «لصناعة قوارب الصيد» وشركة لصناعة «الأدوية» (!!) هذا فضلا عن ثروات طائلة أخرى عبارة عن أعداد كبيرة من قطع الأراضى وشقق وعقارات فى مدن ومنتجعات ومناطق متعددة فى طول البلاد وعرضها. وختم الزميلان خبر «التحريات التكميلية» عن ثروة الزميل أسامة بأن هذه التحريات أشارت إلى قيام رئيس تحرير الأهرام السابق فى عام 2008 (بعد توليه منصبه بعامين) بشراء قطعة من أراضى الدولة بمدينة الغردقة التى كان محظورا بيع وتخصيص أراضيها فى هذا العام، مقابل مبلغ 40 ألف جنيه، لكن الزميل باعها فى يوم الشراء نفسه بمبلغ مليون ونصف المليون جنيه!! والحقيقة أننى اجتهدت وبحثت عن تعليق مناسب على هذين الخبرين المتناقضين فلم يفتح المولى تعالى على العبد لله إلا ببضعة أسئلة لا يفوق براءتها إلا عبطها، اخترت لحضرتك منها السؤالين العبيطين التاليين: أولا- إذا كانت ثروة الزميل رئيس تحرير «الأهرام» السابق (ولا حسد طبعا) بهذا الحجم المعقول جدا، وتحققت و«تطورت» طبقا للخبر الأول «بشكل طبيعى من مصادر دخله من مؤسسة الأهرام»، وإذا كان الزميل قعد على مقعد رئيس التحرير 6 سنوات فحسب (2005-2011)، فكم يا ترى حجم ثروة سلفه إبراهيم نافع الذى قعد القعدة نفسها (إضافة لقعدته على مقعد رئيس مجلس الإدارة) 26 سنة بالتمام والكمال؟! ثانيا- ما العلاقة بين العمل بمهنة الصحافة والعمل فى مجالات «النقل والمواصلات» و«التنمية الزراعية» و«صناعة القوارب» و«الأدوية»، وخلافه؟! أظن أنها علاقة شريفة عفيفة وستنتهى إن شاء الله بالزواج و.. خلافه.