تهديد جديد بإعلان إفلاس أمريكا.. وخسارة أهم الحلفاء العرب كالسعودية ومصر أبرز المخاطر سيكون الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى سباق مع الزمن فى عام 2014، للتخلص من آثار عام ماضٍ كان كارثيا، وشهد تخبطا كبيرا، سواء على صعيد السياسة الخارجية المرتبكة التى ظهرت بوضوح فى التعامل مع الوضع فى مصر وسوريا، أو الفضائح السياسية التى تورطت فيها إدارته، ومن أبرزها فضيحة تجسس وكالة الأمن القومى وعلاج حالة الانسداد السياسى التى كادت تتسبب فى إعلان إفلاس الولاياتالمتحدة. سيكون أوباما أمام اختبار جديد لقدرته على التفاوض مع الجمهوريين لحل خلافاتهم بشأن عدد من الموضوعات، ومن أبرزها الميزانية ومشروع الرعاية الصحية، من دون خطر جديد بالإفلاس، وهو الاختبار الذى سيحدد مصير ملفات أخرى على أجندته، مع استعداد واشنطن لانتخابات التجديد النصفى للكونجرس، حيث ستجرى الانتخابات على كامل مقاعد مجلس النواب الذى يسيطر عليه الجمهوريون، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ الذى يشغل الديمقراطيون غالبية مقاعده. وكل المؤشرات تقول إن أوباما سينطلق فى العام الجديد من وضعية صعبة، والوقت المتاح أمامه لإكمال مهماته قصير، حسب ما يقول جوليان زيليزر، أستاذ التاريخ بجامعة برينستون. ويوضح أنه بحلول يونيو أو يوليو، سيكون معظم أعضاء الكونجرس منشغلين بإعادة انتخابهم، وسيكون من الصعوبة بمكان إقناعهم بعمل أى شىء عند هذه اللحظة. وفى نهاية يناير 2014، سيلقى أوباما خطابه الخامس عن حالة الاتحاد، الذى سيحدد فيه أجندته للفترة القصيرة الأخيرة قبل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس. أما على صعيد السياسة الخارجية، فسيكون الرئيس الأمريكى أمام تحديات عديدة، خصوصا فى منطقة الشرق الأوسط المتقلبة، بعد الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وهشاشة وضعها فى تونس، وهو ما يقول مراقبون إنه أربك ترتيبات وحسابات كانت واشنطن تراهن عليها لسنوات طويلة قادمة. فى مصر، يتمثل التحدى فى عدم خسارة أكبر بلد عربى لصالح الروس من جديد، وهو الدور الذى يضطلع به إلى حد بعيد، وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين، اللذين أبديا فى الآونة الأخيرة مرونة كبيرة ولهجة أقل حدة تجاه القيادة الجديدة فى القاهرة، ومن المرجح أن واشنطن ستكتفى خلال الشهور المقبلة بمراقبة التقدم المحرز على خارطة الطريق، وعليه ستراجع قرارها بتعليق أجزاء من المعونة العسكرية السنوية للقاهرة. ويقول السفير الإسرائيلى السابق فى مصر والأردن والمحلل الإسرائيلى شمعون شامير فى مقال بصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بعنوان قال فيه، إن البيت الأبيض أخطأ فى احتضانه نظام الإخوان المسلمين العام الماضى عندما تولى محمد مرسى رئاسة مصر. ولفت أن ذلك كان قرارا سياسيا يعنى التخلى عن حلفاء واشنطن المخضرمين فى مصر، وإثارة الشكوك بين حلفائها فى العالم العربى. كما كان يعنى ذلك تجاهل الروح المعادية للغرب عند الإخوان، وهو أمر صحيح رغم الاعتبارات التكتيكية التى أدت إلى تمويه هذه الحقيقة، بحسب المحلل. شامير تساءل: «هل فعلا سياسة واشنطن فى الاتجاه الصحيح من التاريخ؟». وأوضح أن الأمر استغرق عاما واحدا لانهيار نظام الإخوان بعد مواجهة حركة شعبية هائلة بدعم من الجيش المصرى. مضيفا أنه تمت مصادرة أموال الجماعة، والقبض على نشطائها وقياداتها. لافتا أن الرأى العام يرى أن الإخوان حصلوا على فرصة لإثبات أن الإسلام هو الحل، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا.