كتبت عن أغنية «إزاى» لمطربها محمد منير. تناوب المحبون الولهانون المتيمون فى السب. قالوا فى شخصى ما قاله مالك فى الخمر. حسن.. كلماتهم دفعتنى إلى التفكير أكثر، خصوصا فى تلك الكلمات التى تشكك فى حبى للمطرب، وفى إخلاصى له. لكن هذا المطرب ليس زوجى كى أحرص على مشاعره عندما يجرحنى، ولا أدرى كيف تحبون مطربا أو فنانا بشكل عام وتستبيحون حرمة من ينتقده هكذا. هل تعتقدون أن مطربكم سيفرح بتجاوزكم وبحبكم المَرَضِى له؟ الحبيب الذى لا يرى عيوب حبيبه أعمى، ولن تدفعه الكلمات كى يرى، ولكنى سأحاول. تهافت المحبون فى توضيح معنى كلمة «اتمعشق» التى وردت فى الأغنية، والتى كانت مجرد كلمة عابرة فى المقال وفى علاقتى بالأغنية. كلمة عابرة لم تكن سببا رئيسيا للمقال الذى أيضا لم أقل فيه إن منير صنع الأغنية خصيصا للثورة، فأنا أعرف تاريخها جيدا، كما أننى أعرف أنها لم تمنع -رقابيا- إطلاقا، فلا تصنعوا بطولات زائفة لمطرب مشهور ببطولاته الحقيقية، ولا تختبروا حبنا للأشخاص بالمزايدة علينا فى الحب. قال البعض إن منير كان يقول فى الأغنية «أد ما اعشق» يا غبية، ونال هذا المعنى استحسان عشرات المعلقين. ثم خرج عدد ليس بالقليل منهم لتوضيح معنى كلمة «اتمعشق» التى لم يستوعبها غبائى، إلى أن ظهر متفرد منهم بمقال يفند فيه معنى الكلمة ويحيلها لغويا إلى صيغة المبالغة: عشق يعشق فهو «متمعشق»! «المنايرة» هؤلاء المعجبون المحبون الذين يشبه اسمهم اسم «العمراوية» و«التمورية» تفرغوا لعمل صفحة خاصة على الفيسبوك يعلنون فيها كراهيتهم لى ويسبوننى بكل ما جادت به قريحتهم، وقرر عدد منهم عمل مظاهرة تحت بيتى للتنديد بموقفى من مطربهم المحبوب! ووضع لى المتحمسون منهم فيديوهات توضح موقف منير من الثورة كلقاء له فى قناة عربية يمدح فيه الثورة بعد التنحى. مطرب المنايرة قال فى لقائه الذى وضعوه إنه كان محرضا كمطرب، لكنه وقت أن قامت الثورة فضل أن يكون مع الناس، لكننى لم أشاهده مع الناس أيضا، فهل أحاسب الآن على تصديقى لمحمد منير؟ تناوب المنايرة على سبى وسب آبائى وأجدادى فقط لدهشتهم من انتقاد أحدهم لمطربهم.. ما مشكلتكم؟ المشكلة أننى قارنته بموقف عمرو دياب الذى أرى أن موقفه من الثورة كان لا موقفا، كعادته دوما فى المواقف.. مطرب بلا موقف ولا يدّعى شيئا. لم تكن المقارنة بين مطرب وآخر، ولكن بين مواقف ومواقف، وإن كانت المقارنة حراما بينهما، فأعتقد أنها حلال خالص بين منير وعلى الحجار، بل إنها ستكون ظالمة للحجار من حيث الموقف، فعلى الحجار أعلن موقفه من الثورة منذ يومها الأول وهو فى إسبانيا حيث كان يجرى جراحة فى ظهره هو الآخر، بينما اختفى منير عن الأنظار تماما وقت حاجتنا الحقيقية إليه. فى بعض الأحيان لا تسعف الأغنيات وفى بعض الأحيان يخسر المحبون المعارك بدفاعهم المتهور عمن يحبون، فليس كل منتقد كارها وباحثا عن الشهرة، وليس كل محب «شاطر» فى الدفاع عن مطربه المفضل المحبوب، ولو كانت الكلمة فى أغنية «إزاى» «اتمعشق» فهى كلمة خاطئة تماما لغويا سواء فى العامية أو الفصحى، ولو كانت الكلمة هى «أد ما اعشق» فقد فسدت إذن مخارج الألفاظ لدى منير تماما، وإن كانت الكلمة لها معنى فعلا، فأنا لم أحبها، وأنا حرة. وهذا ردى على تلخيص مقالى فى معنى كلمة فى أغنية، طلبت تفسيرها ولم أقتنع بالتفسير. أما الموقف، فأشكركم على توضيحه، وكأنه كان تائها عنى! الخلاصة: محمد منير ذلك المطرب الذى حرّض على الثورة ودعا إليها فى كلمات شعراء اختار أن يغنى لهم، ليس عمرو دياب كى لا نحاسبه على مواقفه.. إنه محمد منير.