السياح يرقصون على أنغام «الأقصر بلدنا» و«حلاوة شمسنا» فى الكرنك.. وزعزوع: الفيوم على خريطة السياحة العالمية فى حدث لا يتكرر كثيرًا، كانت محافظة الأقصر، عاصمة التاريخ، على موعد مع ظاهرة فلكية، هى تعامد الشمس على معابد الكرنك الشهيرة، فجر أمس من الساعة الخامسة وحتى الساعة السابعة صباحًا، إيذانا ببدء الشتاء، وهو الاكتشاف الذى رصده وتوصل إليه مركز البحوث الأثرية فى جمعية المرشدين السياحيين فى الأقصر. الاحتفال بتعامد الشمس للعام الثالث على التوالى، جرى فى احتفالية سياحية ثقافية فنية شارك فيها محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، ووزير الخارجية السابق محمد العرابى، وعدد من السفراء الأجانب وعلماء الآثار والفلك، بجانب عدد من علماء المصريات ومئات السياح الذين يزورون الأقصر فى هذه الفترة ومسؤولى السياحة والثقافة والآثار والمرشدين السياحيين فى المحافظة. شارك فى الاحتفالية شباب الملتقى البيئى للعرب والأفارقة وعدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية. بدأ الاحتفال على موسيقى شروق الشمس وتحت السماء الصافية، حيث تم رصد الظاهرة من الساعة الخامسة والنصف صباحًا وحتى الساعة السابعة صباحًا، بظهور أشعة الشمس التى غطت معابد الكرنك بالكامل وتعامدت على قدس الأقداس، وسط سعادة غامرة وفرحة غير عادية بين المشاركين فى الاحتفالية، وبعد ذلك توجه الجميع إلى البوابة الشرقية بنهاية المعبد لمشاهدة عبور الشمس عبر بوابات المعبد، ثم بدأت عروض فرقتى الأقصر وتوشكا للفنون الشعبية، بجانب رقصات الخيول على أنغام المزمار البلدى والتى شارك فيها السياح وتراقصوا على أنغام موسيقى «حلاوة شمسنا» و«الأقصر بلدنا بلد سواح»، واستمتعوا بالعروض، فى ساحة أكبر معابد العالم شهرة واتساعًا. وعلى بُعد أكثر من 500 كيلو، فى الشمال الغربى، احتفلت محافظة الفيوم للمرة الأولى عالميًّا والثانية محليًّا بمهرجان تعامد الشمس على قدس الأقداس فى معبد قصر قارون فى السادسة والنصف من صباح أمس أيضًا. شهد الاحتفال اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، والدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة للآثار، والسيد هشام زعزوع وزير السياحة، والدكتور أشرف العربى وزير التخطيط، والدكتور حازم عطية محافظ الفيوم، وسفراء ألمانيا وليبيا وسويسرا وصربيا وكوريا الجنوبية ورئيس هيئة الاستعلامات المصرية، والدكتور حسن راتب رئيس مجلس إدارة قنوات «المحور»، والفنان مصطفى شعبان، ونائب رئيس جامعة الفيوم ومراسلى وسائل الإعلام العالمية والمحلية والعديد من مواطنى الفيوم. المحافظة تعاونت مع وزارتى السياحة والآثار، فى إقامة هذا المهرجان العالمى احتفالًا بتعامد الشمس على قصر قارون الذى يقع فى الجانب الجنوبى الغربى لبحيرة قارون، بالقرب من المحميات الطبيعية لوادى الريان ووادى الحيتان، وذلك للتعريف بما تذخر به المحافظة من إمكانيات سياحية وأثرية وثقافية مهمة. وزير الدولة للآثار أكد دور الفيوم عبر التاريخ فى تطور الحضارة من الناحية الهندسية واللغوية، حيث إن الفيوم يرجع تاريخها إلى العصور القديمة، ومنها العصران البطلمى والرومانى، وكانت المصدر الرئيسى للأقنعة التى تغطى أجساد الموتى (بورتريهات الفيوم)، ويعد قصر قارون دليلًا على عبقرية المصرى القديم فى فن الإدارة وعلم الفلك وارتباطه بالظواهر الطبيعية. أما وزير السياحة فقال إن الفيوم سيتم وضعها على الخريطة السياحية العالمية، وسيتم البدء بالسياحة المحلية خلال فترات إجازات منتصف السنة الدراسية، وتوجيه الاهتمام إلى سياحة اليوم الواحد، كما صرح بأنه سيتم حصر جميع مناطق الجذب السياحى وتنميتها وعرضها للزائرين لزيادة أعداد المتوافدين إلى الفيوم. وأعرب الدكتور حازم عطية الله، محافظ الفيوم، عن سعادته البالغة بهذا الجمع الغفير، وأشار إلى أن السياحة يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا وبارزًا فى التنمية الشاملة بمحافظة الفيوم بما تذخر به من مقومات سياحية وأثرية وبيئية متعددة، وأن هذا الحدث العالمى يبعث برسالة بأن الفيوم محافظة آمنة ومستقرة، ويمكن أن تستقبل وفود السائحين من الداخل والخارج.