في تعقيبها على قرار مجلس الأمن الذي اتخذ بإجماع أعضائه ضد الاستيطان الإسرائيلي، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حاول أن يوضح أن عصر التقارب مع إسرائيل انتهى، لقد مضى إلى بيته دون أن يبرر سبب فوزه بجائزة نوبل للسلام. وذكرت أن "مجموعة كبيرة من الدولة صوتت لصالح القرار الدراماتيكي ضد المستوطنات مساء أمس في مجلس الأمن، من بينها الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا واليابان ومصر وغيرها، 14 دولة رفع ممثلوهم أياديهم وحظيت بتصفيق من الجمهور الموجود بالقاعة". انتهى زمن التحالف بين واشنطن وتل أبيب وأضافت "كان يمكن للولايات المتحدة أن تستخدم حق الفيتو لكنها لم تفعل ذلك، وبهذا لم تحطم فقط التقاليد المتبعة والتي بموجبها تقف واشنطن سورا وحصنا ضد أي قرار غير لطيف بالنسبة لتل أبيب، بل إن هناك حقيقة جديدة الآن على الأرض وهي أن أمريكا الحالية وقبل لحظات من وصول إدارة ترامب الجديدة، لا تثق في حكومة إسرائيل، لقد انتهى زمن التحالف الأمريكي الإسرائيلي، هذه هي رسالة أوباما، والتي جاءت بصوت عال من الامتناع عن التصويت". وقالت: "منذ عدة شهور كان البيت الأبيض منهمكا في تقديم اقتراحات لأوباما حول طريقة إنهائه للفصل الأخيرة بالرئاسة والمرتبط بإسرائيل والفلسطينيين؛ كان من بين المقترحات أن يلقي الرئيس الأمريكي خطابا قبل أن يخلي كرسيه لترامب وأن يضع أسسا للبرنامج الأمريكي كي يسير عليه من يأتي بعده، كما كان هناك بديل لذلك؛ ألا هو الامتناع عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن وهذا ما حدث". اللعبة انتهت وأوباما دق كل الطبول وأضافت: "أوباما الذي سيغادر البيت الأبيض بعد أقل من شهر، وجه رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو؛ ألا وهي: (استمعنا لك وأعطيناك الكثير من المنح وأغدقنا عليك كل ما لذ وطاب من المساعدات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، وتمنينا أن تفي بما وعدتنا به وتسير في طريق السلام، إلا أن اللعبة انتهت، وأوباما ذهب لبيته، لكن في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني الإسرائيلي، لم يفعل هذا في صمت، بل لقد دق الرئيس الأمريكي على كل الطبول عندما سمح للسفيرة الأمريكيةبالأممالمتحدة سامنثا باور بالامتناع عن التصويت وعدم استخدام حق الفيتو". وقالت: "هناك الآن قرار قد اتخذ بمجلس الأمن، والسؤال الأكبر هو ماذا سيحدث من الآن فصاعدا؟، رئيس الولاياتالمتحدة سيدخل البيت الأبيض ويتولى مهام عمله في ال20 من يناير المقبل، دونالد ترامب ليس لديه أي حساسية تجاه المستوطنات، لقد أعلن أن واشنطن كانت ملزمة باستخدام حق الفيتو خلال التصويت، كما طالب أوباما بفعل ذلك". ترامب قد يفاجئ الجميع وأضافت: "ترامب لم يبلور بعد سياسته الخارجية، وخاصة المتعلقة بالشرق الأوسط، لكنه تعهد أنه في اللحظة التي سيدخل فيها المكتب البيضاوي فإن التعامل مع الأممالمتحدة سيكون مختلفا، كيف سيكون مختلفا؟ والإجابة: مثل آلاف المفاجآت التي قام بها خلال السباق للبيت الأبيض، يمكن لترامب أن يفاجئ الجميع مجددا، صحيح أن ترامب قال إنه سيكون محايدا في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أنه لن يجد مشكلة في أن يعلن بعد أيام أنه مؤيد قلبا وقالبا وبنسبة 100 % لإسرائيل". السفير الأمريكي داعم للاستيطان وقالت: "لقد نصب ترامب سفيرا أمريكيا بإسرائيل هو ديفيد فريدمان الداعم للمستوطنات والذي لا يؤمن بحل الدولتين، هذا هو المبعوث الجديد لشئون الصراع والاتصالات، كذلك محامي الرئيس الأمريكي جيسون جرينبلت يهودي متشدد ومؤيد لإسرائيل، وجيراد كوشنر صهر ترامب مؤيد أيضا لتل أبيب وللاستيطان، بالأخص على الصعيد المادي، وهو الرجل الأقوى في إدارة الرئيس الأمريكي الجديدة". ولفتت إلى أنه "في هذه المرحلة ليس لترامب أي قدرة على إلغاء مقترح مجلس الأمن، وهذا هو السبب في أن أوباما قرر السير في هذا الطريق ولم يلق خطابا حماسيا يعرض فيه الخطة الأمريكية"، مضيفا أن "ترامب يمكنه أن يتبنى أي سياسة يريدها إزاء إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن القرار الذي اتخذه العالم عبر مجلس الأمن سيظل قائما هناك، والنظرة الدولية ستكون بموجب بنود هذا القرار". أوباما قال كلمته الأخيرة في الصراع واقترحت الصحيفة العبرية على ترامب "التعامل مع الأممالمتحدة بعدد من الطرق للرد؛ أبرزها إعلان انفصال أمريكا عن المنظمة الدولية، أو وقف ضخ الأموال لها"، مضيفة أنه "من غير المضمون أن تكون هذه طريقة ترامب في الرد على قرار مجلس الأمن، وهناك شك أنه هو نفسه يعلم في هذه المرحلة ماذا يريد وكيف من تل أبيب ورام الله". وختمت الصحيفة بقولها: "القرار تم اتخاذه وأصبح ساريا، لقد قال أوباما كلمته الأخيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".