يامه مويل الهوى يامه مويليا.. طعن الخناجر ولا حكم الخسيس فيا.. الصبر حلم العواجز يطرح زهور الأماني.. والقهر عدى الحواجز وأنا اللي واقف مكاني.. شايف غيطان البشاير خايف وكائن إديا.. حتى الحمام اللي طاير مارضيش يرفرف عليا. يامه مويل الهوى يامه مويليا.. طعن الخناجر ولا حكم الخسيس فيا.. سألت شيخ الطريقه مارضيش يجاوب سؤالي.. وداري عنى الحقيقةْ وفاتني حاير فحالي.. سألت شيخ الأطبا دوا الجرح اللي بيا.. نظر لي نظرة محبة وقال دوايا بإيديا. يامه مويل الهوى يامه مويليا.. طعن الخناجر ولا حكم الخسيس فيا.. يامصر وانتي الحبيبة وانتي اغترابي وشقايا.. وانتي الجراح الرهيبة وانتي اللي عندك دوايا.. علمني حبك عبارة سهلة وبسيطة وعفية.. شرط المحبة الجسارة شرع القلوب الوفية. لن تسترح الأنظمة القادمة بعد وفاة شاعر تكدير الأمن العام عبر الأنظمة المتعاقبة الماضية منذ عبد الناصر حتى محمد مرسي.. فهو الشاعر المحرض لكل الأجيال الماضية والحالية والقادمة إذا لم يتغير حال الأنظمة في مصر وظلت تتعامل بنفس الطريقة الماضية المبنية على الفمع من أجل الأمن. تشكلت موهبة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم في السجن، فقد بدأ كتابة شعره داخل الزنزانة عام 1961 وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، حيث كان متهمًا بالاشتراك في تزوير استمارات حكومية، وقام بعقد ندوات شعرية في مسرح سجن مصر العمومي بالقلعة، ونشر أولى تجاربه الشعرية في مجلة كانت تصدرها مصلحة السجن ويحررها المسجونون. هذه القصائد كانت بمثابة اللبنة الأولى لديوانه من الحياة إلى السجن.. وفيما يبدو أن المرحلة القادمة سوف تشهد قصائد ودواوين سنسمعها إذا مررنا بجوار الزنانين التي بدأت في إستقبال ثوار كثر الأيام الماضية. كانت قصيدة الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا، يا محلا رجعة ضباطنا من خط النار، وقد كتبها في الشهر نفسه وبعد أن اتضح الحجم الكامل للهزيمة، والقصيدة تربط بين الهزيمة والفساد وبين انعدام العدل وخيانة المثقفين، ف"أهل مصر المحمية بالحرامية" ضائعون يعيشون في ليل الذلَّة، بينما مصر الدولة غرقانة في الكذب علاوله، وكفاية أسيادنا البعدا، عايشين سعدا بفضل ناس تملا المعدة وتقول أشعار، أشعار تمجد وتماين حتى الخاين وانشالله يخربها مداين عبد الجبار. وكانت القصيدة تمثل أول اشتباك مع السلطة وأول هجوم صريح وجريء على عبد الناصر شخصياً، فخرجت السلطة الناصرية عن حيرتها حول الطريقة التي تتعامل بها مع نجم وإمام، إزاء إصرار نجم على تجاوز الخطوط الحمراء في أشعاره، فأصدر الرئيس عبد الناصر أمر باعتقالهما، فقال له شعراوي جمعة: المشكلة أن اعتقالهما يمكن يعمل دوشة بين المثقفين، فقال له عبد الناصر: بلا مثقفين بلا كلام فارغ.. اعتقلهم .. بالضبط كما هو الحال الأن مع أحد أهم مبدعي هذا الجيل باسم يوسف الذي بدأ يواجة نفس مصير العم نجم عندما بدأ الصدام مع من يرى نفسه شبيه عبد الناصر وربما يرى عشاقه في أجهزة الدولة أنه أفضل من ألف عبد الناصر، فبدأوا معه بالمضايقات التي ربما تنتهي بالسجن حتى وإن كان خارج الزنزانة إذا إستمر على نفس طريقته التي نراها بديعة وتراها السلطة إسفاف وعدم دراية وفي بعض الأحوال تراها تطاول على رموز الدولة وهيبتها. رحل عنا الذي كنا نظنه ممنوع من الرحيل مثلما عاش معظم حياته بكل المنوعات.. فكان ممنوع من السفر وممنوع من الغنا وممنوع من الكلام وممنوع من الاشتياق وممنوع من الاستياء وممنوع من الابتسام.. رحل إبن الملجأ الذي جعل بيته ملجأ لكل مثقفي مصر عبر الخمسون عاما الماضية.. رحل متمرد الشعراء الحقيقيين الذين تمردوا على كل أوجه الظلم والفساد والنفاق في مجتمعنا، ودفع ثمن ذلك غالياً، من تشريد وسجن لفترات طويلة. رحل شاعر الفقراء والفقر لم يرحل.