تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورًا لمجموعة من الشباب يعذبون طفلًا لم يتعد الأربعة عشر عامًا من عمره بربطه في عمود كهرباء وتجريده من ملابسه والتحرش به، الأمر الذي قد يؤدي إلى خصومة ثأرية بين قرية المجني عليه "عرب الأطاولة" وقرية المتهمين "العصارة" بمركز الفتح التابع لمحافظة أسيوط. محمد حامد أحد أبناء قرية العصارة ويعمل موظفًا بالصحة، قال إن الحادثة سببها الرئيسي قيام "الطفل" بالمرور بالتوك توك في شوارع القرية ليلًا ومعه عدد من الأشخاص، بغرض معرفة المداخل والمخارج للقيام بسرقة الموتوسيكلات والتكاتك وهو ما جعل شباب القرية يلقنونه درسًا قاسيًا لعدم تكرار ذلك. وكان "محمود. ص" فلاح 45 عامًا من قرية العصارة رواية أخرى، وهي أن الواقعة كانت معروفة لدى أهالي القرية منذ أكثر من شهر، والسبب فيها أن أحد الفتيان من قرية عرب الأطاولة والذي تربطه صلة صداقة بأحد أبناء القرية يقوم بمغازلة شقيقة صديقه، ويأتي إلى القرية ليلًا ونهارًا وتم تحذيره أكثر من مرة في السابق لكنه لم يستجب واعتاد تكرار فعلته وهو ما نعتبره شرف القرية جميعًا. وأضاف أن شباب القرية دمهم حامي ولم يتحملوا أن يقوم شاب من قرية أخرى بمعاكسة فتاة قريتهم، ما جعلهم ينتظرونه ويقومون بتعذيبه وربطه بعمود كهربائي ونشر الصور والفيدو على موقع فيسبوك. كان عدد من الشباب قد تعدوا على طفل لم يتجاوز ال14 عامًا بالضرب والسب وصعقه بالكهرباء دون معرفة الأسباب الحقيقية لهذا التعدى، خاصة مع تضارب أقوال المجنى عليه والمتهمين وأهالى القريتين العصارة والأطاولة بالفتح فى أسيوط. فى السياق نفسه، قال المجني عليه عبد الرحمن من قرية عرب الأطاولة التابعة لمركز الفتح ل"التحرير" إنه لا يعرف شيئًا عن السرقة أو الفتاة التي يتهمونه أنه كان يحاول معاكستها، وأكد أن السبب الرئيسي لتعذيبه رفضه لدفع إتاوة لعدد من الشباب بالقرية من أصحاب التكاتك، لأنه يقوم بتوصيل بعض المواطنين من منطقة الملجأ بمركز الفتح إلى القرية ويريدون فرض إتاوة عليه مقابل ذلك أو لا يعمل في القرية. وأضاف أنهم عندما تعرضوا له في المرة الأولى قام بسبهم والشجار معهم، إلا أنهم فاجأوه منذ خمسة أيام أثناء مروره بالتوك توك من القرية وأخذونى إلى منطقة زراعات، وقاموا بربطي في عمود كهربائي وتعذيبه وسبه بعد تهديده بمطواة. وأضاف عم المجني عليه أحمد محمد أنهم لن يتركوا حق ابنهم وسوف يأخذونه بالقانون، وأن البلد ليست غابة وأنهم ينتظرون تحقيقات النيابة والشرطة، وأن قرية عرب الأطاولة جميعها تساند عبد الرحمن للحصول على حقه. من جانبه، ذكر مصدر أمني - رفض ذكر اسمه - أن الواقعة محل تحقيق وتم القبض على أهلية الفتاة "عمها ووالدها وشقيقها"، وأمرت النيابة العامة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات وأن القانون سوف يأخذ مجراه.