بينما وصفته صحف ووكالات أنباء عالمية ب«الصفعة القوية» على وجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والتى وجهها إليه حلفاؤه الديمقراطيون. فقد انضم العشرات من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين إلى الجمهوريين فى تصويت بنص قانون يرفض نظام التأمين الصحى الذى يصر عليه الرئيس الأمريكى ويطلق عليه «أوباما كير»، ويفرغه من مضمونه بصورة كاملة. وأقر مجلس النواب الأمريكى بأغلبية 261 صوتا مقابل 157 صوت، وبدعم من أكثر من 39 نائبا ديمقراطيا نص قانون يسمح لشركات التأمين الصحى الأمريكية بالاستمرار فى بيع عقود التأمين الصحى غير المستوفاة لمعايير التغطية الطبية التى يفرضها نظام «أوباما كير»، وهو ما يجعل القانون كأن لم يكن وربما يعيد النظر فى جدواه بصورة كلية. ولكن رغم أن هذا القانون يمكن أن لا يرى النور، لأنه يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ، كما أن أوباما وعد باستخدام «حق الفيتو» الذى يسمح به الدستور للرئيس لإيقاف أى قانون، لكن انشقاق الديمقراطيين عليه ربما بادرة سيئة بالنسبة إلى إدارة أوباما. ويعترض الجمهوريون على هذا القانون منذ أن اعتمده الكونجرس عام 2010، فى حين وقف الديمقراطيون حتى الآن، إلى جانب الرئيس خصوصا خلال معركة الميزانية فى أكتوبر الماضى. إلا أن تعثر مشروع «أوباما كير» الذى أساء لصورة الحزب الديمقراطى لدى ملايين الأمريكيين، أحدث شرخا فى وحدة الحزب داخل الكونجرس، بسبب شعور الكثير من النواب بالقلق من رد فعل ناخبيهم مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية نوفمبر 2014، وعدم دعم ما وصفوه بسياسات الرئيس الأمريكى «الفاشلة». يأتى هذا كله فى الوقت الذى تلاحق فيه الرئيس الأمريكى الفضائح، والتى كان آخرها ما كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية لفضائح أخلاقية وجنسية ارتكبها موظفو ومسؤولو الحراسة الخاصة بأوباما فى 17 دولة. أكد البيت الأبيض، فى بيان رسمى، أن لدى الرئيس باراك أوباما «ثقة مطلقة» بعناصر جهاز الاستخبارات، الذى يتولى حمايته رغم اتهامات موجهة إلى بعض عناصره، بأنهم لجؤوا إلى مومسات فى أثناء الزيارات الرسمية إلى الخارج. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى: «إن الرئيس يثق بعمق فى الغالبية العظمى من الرجال والنساء الذين يعملون فى هذا الجهاز»، و«يعتقد أن قادة الجهاز بمن فيهم مديره الجديد سيعملون على تسوية المشكلات بالطريقة المناسبة». وأضاف «لكن من المهم الإشارة إلى أن الرئيس يثق بشكل قاطع، بأن هؤلاء الرجال والنساء يتمتعون بمهنية عالية ويخاطرون بحياتهم لحماية القائد الأعلى، الرئيس وكل أفراد عائلته».