هل انتهى شهر العسل مع محمد بن سلمان؟.. هكذا تساءلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، لافتة إلى أن الفترة الحالية تشهد بدء فترة ركود اقتصادي لم تشهدها الرياض منذ 30 عامًا؛ وذلك وسط حديث نجل الملك وولي ولي العهد محمد بن سلمان عن الإصلاحات ببلاده. وذكرت الصحيفة البريطانية أن مئات الآلاف أرسلتهم الرياض للتعليم الجامعي بالولايات المتحدة، لكن هؤلاء لا يجدوا عملًا ويعملون سائقين للسيارات بالمطار دون رخصة، ما يعرضهم لملاحقة الشرطة وغراماتهم. ونقلت عن بعضهم القول: "الاقتصاد سيئ"، متساءلين :"أين هي الوظائف؟، زملائي كلهم يلعنون الحكومة"، موضحين أن مواقف هؤلاء الشباب تكشف عن مخاطر الإصلاح الذي بدأه محمد بن سلمان الذي كان حتى شهر واحد يتمتع بشعبية؛ كونه يمثل جيلًا من الشباب الحكام، مقارنة مع جيل من الرجال الكبار في العمر، الذين حكموا البلاد منذ وفاة مؤسس الدولة الملك عبد العزيز بن سعود". ولفتت إلى أن "بن سلمان" تبنى خطة لتنويع الاقتصاد السعودي، وتقليل اعتماد البلاد على النفط، الذي انهارت أسعاره بدرجة كبيرة خلال الأعوام الماضية، وترافق حماسه للإصلاح الواضح مع تصميمه على وقف التأثير الإيراني بالمنطقة، حيث شن حربًا في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، وقادت بلاده تحالفًا عربيًا ضدهم". وذكرت "فاينانشال تايمز" أن اقتصاد المملكة الذي يعتبر أضخم اقتصاديات الشرق الأوسط، يشهد أول مرحلة ركود بالقطاع غير النفطي منذ 30 عامًا، ونظرًا لعدم قدرة الحكومة على دفع الفواتير، فإن ثقة قطاع الأعمال بها تأثرت، وأثر تخفيض العلاوات للموظفين في القدرات الاستهلاكية، كما قادت الحرب السعودية باليمن إلى خسارة أرواح وشجب دولي". وقالت: إن "التذمر المحلي يضيف ضغوطًا على الأمير محمد، الذي يُشرف على خطة طموحة، وبرنامج يهدف إلى فطم المملكة عن النفط، وتطوير القطاع الخاص، وخلق فرص عمل للسعوديين". وأشارت الصحيفة إلى أن سياسات التقشف أدت لتراجع النمو بالقطاع غير النفطي بنسبة 0.07% في الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة ب3.5% العام الماضي"، مضيفة أن احتمال تخفيض الدعم الحكومي والتقاعد والضرائب التي سيفرض في عام 2018، يؤثر في توقعات النمو ويزيد مظاهر الغضب.