هل نجحت جماعة الإخوان بإرهابها فى تعطيل حركة المجتمع نحو المستقبل؟! إلى حد كبير نجح إرهاب الجماعة فى ذلك. فالكل أصبح مشغولا الآن بالإرهاب والعمليات الإرهابية التى أدخلت بها جماعة الإخوان وحلفاؤها المجتمع فى دوامة. فانشغل الناس بمحاربة الإرهاب. ورغم تفويض الشعب للشرطة والجيش لمحاربة إرهاب الجماعة وحلفائهم، فإن النتيجة ما زالت تراوح مكانها حتى الآن. بل إن الإرهاب يزيد يوما عن يوم. والعمليات الإرهابية مستمرة، وتنتقل من سيناء إلى الإسماعيلية وغيرها من المحافظات. والإخوان يصرون على تعطيل الانتقال الديمقراطى والتفكير فى المستقبل الذى خرج من أجله الشعب فى ثورة 30 يونيو. يريدون الفشل فى المرحلة الانتقالية. ويريدون الفشل فى مستقبل الوطن. ليؤكدوا أنهم ليسوا فقط هم الفاشلين. وما زالوا حاضرين بفشلهم على الساحة السياسية. وزادوا على ذلك بإرهابهم. فى الوقت ذاته الذى يروجون فيه لمبادرات وحديث عن مصالحات فى إطار كذبهم المضلل. كل همّهم هو أن يشغلوا الوطن فترة طويلة عن الاهتمام بالمستقبل، ويبذلوا كل الجهد وحلفاؤهم والملتفون حولهم من أجل التعطيل. فكان من المفروض أن يكون هناك نقاش مجتمعى حول الدستور الجديد الذى يضع مصر على سلم الدولة المدنية الحديثة التى كان الإخوان يريدون سرقتها وتحويلها إلى عزبة خاصة تابعة للتنظيم الدولى. وكان يجب مشاركة جميع فئات المجتمع فى الحوار حول الدستور وليس أعضاء لجنة الخمسين، خصوصا أن ما يحدث الآن فى اللجنة لا يدعو إلى التفاؤل فى إخراج دستور يليق بهذا الشعب العظيم الذى خرج فى ثورتين من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ومن أجل الديمقراطية، والمجتمع المدنى الحديث، والذى غابت مصر عنه سنوات طويلة بسبب الحكم الاستبدادى، ثم جاء الحكم الفاشى الذى ادعى فى البداية أنه سيكون مدنيا واستطاع الضحك على الذقون وأرادها عزبة للإخوان وللأهل والعشيرة فقط. ومن ثم جعلوا المجتمع فى خدمة الجماعة. وأصبح المرشد ومكتب إرشاده المتحكمين فى مصير البلاد. وأرادوا هدم مؤسسات الوطن. وكشفهم الشعب وفضحهم وخرج عليهم ليعزلهم. فأرادوها خرابا وتدميرا. فكان إرهابهم استمرارا لتضليلهم وكذبهم وتحت شعارهم الإسلامى، والإسلام برىء منهم. ويحدث كل ذلك والقوى السياسية غائبة تماما ومستكينة، وإن كان بعضهم يحاول الاستغلال بحثًا عن مصالح شخصية، سواء فى ادعاء دعمه لسلطة جديدة أو فى مشاركته فى لجنة كتابة الدستور. وتستغل الجماعة الإرهابية غياب تلك الأحزاب السياسية عن الشارع لتمارس وجودها ونشر سمومها وتضليلها وإرهابها على الناس. ولا يزال الشعب هو الذى يتصدى لذلك فى ظل رخوة حكومية وأمنية، وإن تحول الأمن الآن إلى أمن سياسى ولا يدافع عن الشعب ضد الإرهاب والبلطجة. فإلى متى سيظل الشعب وحده ضد الإرهاب.