تناولت صحف ألمانية صادرة، اليوم الأربعاء، نتائج الانتخابات الأمريكية بشكل نقدي، واصفةً الرئيس المنتخب دونالد ترامب ب"قليل الكفاءة"، محذِّرةً في الوقت نفسه من "أوقات عصبية ستواجهها الولاياتالمتحدة والعالم في المستقبل لأنها انتخبت عنصريًا يزرع الكراهية". وحول فوز ترامب كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونج"، حسب "الأناضول": "لقد تمكن ترامب من حشد أصوات الناخبين البيض في الريف عمومًا، وفي المدن الصناعية القديمة خصوصاً، وبشكل لم يتوقع أحد أن يكون ذلك ممكنًا"، حسب "الأناضول". وأضافت: "خطاب ترامب الشعبوي ومواقفه الاقتصادية الشوفينية (الوطنية العدوانية) دغدغت مشاعر البسطاء الذين كانوا يشعرون بأنَّ النخبة السياسية لم تعد تمثلهم، والنخبة الاقتصادية أهملتهم، والنخبة الثقافية تحتقرهم وتسخر منهم". من جانبها، كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" في افتتاحيتها: "ها قد انتخبوا رجلاً لقيادتهم، يزرع الكراهية، ويحرض على العنف، ولن يقدم حلولاً لمشكلات البلاد". وتابعت: "انتخاب ترامب رئيسًا يشكِّل مجازفة كبيرة، ففوز الرجل لم يمكن وفق برنامج سياسي، ولا حتى وفق اختيار جيد لشخصيات طاقم مرافق، وكانت الحملة الانتخابية ذات طابع فوضوي وتميزت بأنانية مفرطة، والعالم ينتظر الآتي حابساً أنفاسه، وستمر أوقات عصيبة". أمَّا صحيفة "دي فيلت" فأشارت إلى تبعات انتخاب ترامب بالنسبة لألمانيا وروسيا وسوريا قائلةً: "فوز ترامب المفاجئ يشكل أيضًا نجاحًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمَّا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فستقود قريبًا ألمانيا التي ستكون محاطة بالقوميين والشعبويين من كل جانب، إضافة إلى تراجع أسواق صادرات بلادها". وتابعت: "سيحاول ترامب عقد صفقة مع بوتين فحواها: تبادل القرم بحلب، وفي هذا السياق يتم تجاهل القانون الدولي والأمم المتحدة". وأخيرًا، ذكر موقع "شبيجل أولاين" الإخباري الرسمي: "انتخبت أقدم وأكبر ديمقراطية في العالم عنصريًّا وشوفينيًّا ليكون أقوى رجل في العالم". وأوضحت - في مقالها: "أمريكا لم تنحاز لصالح العقلانية والنزاهة، بل فضلت اختيار قلة الحياء والكذب". وأضافت: "الرغبة في التغيير وعمق الكراهية إزاء النخبة السياسية في واشنطن كبيرة إلى درجة دفعت الأمريكيين إلى تفضيل محرض تتوقع منه كل شيء في البيت الأبيض، على امرأة تمثل النخبة السياسية". وتُوِّج ترامب بانتخابات الرئاسة بحصوله على 276 صوتًا من المجمع الانتخابي، مقابل 218 لصالح هيلاري كلينتون.
وفاز ترامب في ولايات بنسلفانيا وأريزونا وجورجيا ويسكنسن وأيوا وفلوريدا ونورث كارولينا ويوتاه وأيداهو وأوهايو وكنتاكي وإنديانا وفرجينيا الغربية وكارولاينا الجنوبية ومسيسيبي وتينيسي وألاباما ووايومينغ وتكساس وداكوتا الجنوبية وداكوتا الشمالية ونبراسكا وأركنساس ومونتانا.
بينما فازت كلينتون في ولاية فيرجينيا وماساشوستس وميريلاند ونيوجيرسي وديلاوير ورود آيلاند و إلينوي ونيويورك وكونكتيكت وكاليفورنيا.