من المتوقع أن تقدم إيران «عرضًا» فى أثناء قمة مجموعة 5+1 التى انطلقت أمس الثلاثاء فى جنيف (الجولة الأولى من المحادثات منذ انتخاب حسن روحانى رئيسا لإيران)، بتقليل جهودها لتخصيب اليورانيوم، الخطوة التى كانت منذ عام مضى تمثل «تنازلًا هائلًا» بالنسبة إلى الغرب، حسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف الذى يرأس الوفد الإيرانى فى جولة المفاوضات الحالية أكد إمكانية حل مشكلة النووى خلال عام واحد، وأن العرض الإيرانى يقوم على العمل وفق فترة زمنية محددة. واعتبر ظريف أن محادثات جنيف ستشكّل محطة اختبار لإرادة الطرف الآخر، وأنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاقية بحلول الأربعاء. وخلال مقابلة لظريف مع كاثرين آشتون، المفوضة السامية للشؤون الخارجية فى الاتحاد الاوروبى، أول من أمس الإثنين، بحثا مجموعة المقترحات الإيرانية الجديدة التى ستركز عليها طهران فى المفاوضات مع السداسية. وكانت آشتون قد أكدت فى بيان الإثنين، أنها تتوجه إلى القمة «بتفاؤل حذر» وتصميم على التقدم بهدف التوصل إلى حل. من جانبه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى كلمته أمام البرلمان من أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووى، وأن تخفيف الضغط على إيران سيكون «خطأ تاريخيا»، داعيا المجتمع الدولى إلى إبقاء العقوبات على طهران لإرغامها على وقف برنامجها النووى. وتابع نتنياهو «إيران مستعدة لإجراء تغييرات بسيطة فى برنامجها النووى، مما سيسمح لها بالاحتفاظ بالقدرة فى امتلاك النووى مقابل تخفيف العقوبات، وهذا قد يؤدى إلى انهيار نظام العقوبات بكامله». وأضاف نتنياهو أنه «بفضل العقوبات فإن الاقتصاد الإيرانى اقترب من نقطة اللا عودة»، لافتا إلى أنه «رغم الضغوط لم يتخلَّ النظام الإيرانى عن تطوير برنامجه النووى، لقد غير فقط التكتيك لتحقيق هذا الهدف». ويطالب الغرب إيران بأن تقلّص من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، الذى يُعتبر مرحلة متقدمة فى طريق إنتاج قنبلة نووية. وصرح مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية رفض ذكر اسمه، أول من أمس الإثنين، بأن القوى العالمية تأمل التوصل إلى اتفاق مع إيران يُزِيل جميع بواعث القلق الدولية بشأن البرنامج النووى الإيرانى، لكنها ليست «ساذجة» وتدرك مدى صعوبة التوصُّل إلى مثل هذا الاتفاق. مضيفا «يتعين أن لا يتوقع أى شخص انفراجا بين عشيَّة وضحاها». ولفت إلى أن واشنطن مستعدة لأن تعرض على إيران تخفيف العقوبات الاقتصادية على وجه السرعة إذا سارعت إيران بمعالجة بواعث القلق من أن يكون الهدف النهائى لأنشطتها النووية هو صنع قنابل نووية. كما أعلن 10 أعضاء فى مجلس الشيوخ الأمريكى بينهم الرئيس الديمقراطى للجنة الشؤون الخارجية روبرت منينديز والجمهورى جون ماكين، الاستعداد لتعليق البحث فى فرض سلسلة جديدة من العقوبات الأمريكية على إيران فى حال وافقت طهران على الوقف الفورى لأى تخصيب لليورانيوم. وتجرى 6 دول هى الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، محادثات فى جنيف يومَى الثلاثاء والأربعاء مع إيران بشأن أنشطتها النووية. ويُنظَر إلى المحادثات على أنها أفضل فرصة لاحت فى عدة سنوات لإنهاء النزاع المستمر منذ عقد بشأن برنامج إيران النووى الذى يمكن أن يفجّر حربًا جديدة فى الشرق الأوسط.