اعتادت الحياة الحرام وسلَّمت نفسها للشيطان وجسدها لمن يدفع، وعندما منّ الله عليها بنعمة الأمومة قررت التخلص من طفلتها الرضيعة التى لم يتعدَّ عمرها السنوات الثلاث، وأقدمت على خنقها بمساعدة اثنين من أصدقائها الشباب المسجلين خطرا، ودفنَاها بجوار سور فيلا، واستكملت الأم الشيطان حياتها كأن شيئا لم يحدث. المشيئة الإلهية أبت أن يمر الحادث مرور الكرام، وافتضحت الجريمة باعتراف كلا المتهمين على الآخر، خلال وصلة عتاب داخل إحدى الزنازين، لتصل المعلومات لضباط وحدة مباحث قسم شرطة الدخيلة بقيام كل من «محمد س. م»،29 سنة، عاطل، مسجل خطر، والمحبوس احتياطيا بديوان القسم على ذمة القضية جنايات القسم «مخدرات»، و«عمرو.إ.ج.م»، 29 سنة، عاطل، مسجل خطر سرقات، و«سالى.ش.ح»، 26 سنة، من دون عمل، مسجلة آداب، بالتعدى على طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات (نجلة الثالثة. غير مقيدة بالدفاتر الرسمية) بالضرب، مما أدى إلى وفاتها، ثم قام الأول والثانى بدفنها بجوار سور مسكن الثانى، وأضافت المعلومات أن الأخيرة سيئة السمعة وتربطها علاقة آثمة بالثانى. وبمواجهة المتهمَين الأول والثانى أقرّا بارتكابهما الواقعة بقصد التخلص من الطفلة، وبانتقال النيابة العامة صحبة المتهمين الأول والثانى إلى مكان دفن الجثة، تم استخراج جمجمة صغيرة، ومجموعة من العظام البشرية ملفوفة داخل ملاءة فتم نقلها إلى مشرحة الإسعاف، وقررت النيابة العامة حبس المتهمَين الأول والثانى 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيق، وانتداب الطبيب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى على رفات الطفلة ودفنها بمدافن الصدقة، وكلفت المباحث بضبط وإحضار المتهمة الثالثة. وأمام المستشار محمد النويشى رئيس نيابة الدخيلة، استكمل المتهم الثانى تفاصيل الجريمة بالقول «منذ أربع سنوات هاتفنى صديقى عُمر، وطلب منى الحضور إلى مكان وجوده بإحدى الوحدات السكنية بدائرة قسم شرطة الدخيلة، وعندما توجهت إليه وجدته مع سالى وبجوارهم جثة طفلة، وطلبوا منى التفكير معهم والتصرف فيها، فاقترحت عليهم دفنها، وبالفعل قمنا بدفنها بجوار سور الفيلا الخاصة بالمتهم الأول، بعد أن طالبت أمها بعدم إبلاغ الشرطة، لأن أمرها سيفتضح، خصوصا أن الطفلة ليس لها أوراق رسمية، وأنها أنجبتها من الزنى ولا تعلم مَن والدها»، فأمرت النيابة بضبط المتهمة والدة الطفلة والمتهم الهارب. كشفت تحقيقات النيابة التى باشرها محمد الصيرفى وكيل النائب العام، أن المتهّمين، تم حبسهما منذ أيام على ذمة عدد من قضايا السرقة والضرب، وفى أثناء وجودهما فى زنزانة الحجز، بدأ كل منهما يلوم الآخر، فى أن كل منهما السبب فى أن يضع الآخر فى الحبس بعد أن شجعا بعضهما على تناول المخدرات والخمور، وبدأ كل منهما فى كشف ماضى الآخر، وبدأ كل منهما بمعايرة الآخر بقتل الطفلة ودفنها، وبوجود أحد المخبرين بالزنزانة افتضح أمرهما بعد إبلاغ الجهات الأمنية.