نيران تلتهم الأبدان في غفلة من الزمن في الساحات والطرقات والمناطق العامة مشهد بدا مألوف للعيان من تكراره، وسط الزحام وحركة الشارع بدون تردد يقف أحدهم يسكب على نفسه ماده محفزة على الاشتعال ويضرم في جسده النيران اختلفت الطرق ولكن الأسباب واحدة، قصر اليد وضيق العيش أمور جعلت اليأس يتمكن من نفوسهم ويلقون بأنفسهم في التهلكة.
في اليوم العالمي لمكافحة الفقر هؤلاء حرقوا أنفسهم للتخلص من الفقر الذي تمكن من حياتهم. السبت 15 أكتوبر كان آخر تلك المشاهد المؤلمة التي ربما أعادت إلى الذاكرة الكثير من الألم، حيث قام مواطن مصري يسمي أشرف سعيد في أواخر العشرينات بحرق نفسه صباح يوم الأحد بمنطقة كورنيش سيدي جابر و بالتحديد أمام نادي تابع للقوات المسلحة بشرق الإسكندرية ، و يعود سبب قيام الشاب بهذا الأمر هو غلاء الأسعار و أنه يعاني من ظروف معيشية سيئة جدا ، هذا و قد أكد مصادر طبية مستشفى الأميري التي تم نقله اليها علي الفور من جانب الأجهزة الأمنية أن المواطن أشرف سعيد لا يزال علي قيد الحياة ، كما أشارت المصادر الطبية إلي أن نسبة الحرق في جسد المواطن وصلت إلى 75
ولم يخفي عن الذاكر مشهد "محمد البوعزيزي" الشاب التونسي الذي قام يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010م بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام الملأ، أدى ذلك لانتفاضة شعبية وثورة دامت قرابة الشهر أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، أما محمد البوعزيزي فقد توفي بعد 18 يوماً من إشعاله النار في نفسه. وفي لبنان أقدم مواطن على سكب مادة البنزين على نفسه وإضرام النار فيها، مما أدى إلى إصابته بحروق بليغة وقد نقل على إثرها إلى المستشفى الحكومي في النبطية، حيث أقدم على حرق نفسه جراء وضعه الاجتماعي والاقتصادي الصعب وبسبب ضغوطات الحياة.
فيما قام شاب فلسطيني مصاب بمرض "التلاسيميا" فقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط بحرق نفسه في منزله في مخيم اللبرج الشمالي لعدم تمكنه من دفع تكاليف علاجه. رضا سالم الصامت هو مواطن تونسي في عقده الثالث سكب البنزين على جسده أمام المسرح البلدي بالعاصمة التونسية وسرعان ما هرع إليه أعوان الشرطة إلى إطفاءه وأصيب بتشوهات كبيرة في جسده جراء الحروق البليغة، وأكد شهود العيان أنه صعد أمام المسرح البلدي وفاجئ الجميع بسكب البنزين على جسده وأشعل النار في نفسه وقد ظهرت آثار عملية الحرق على قارعة الطريق وحسب روايات المواطنين فإن هذا الشخص الذي حرق نفسه هو بائع سجائر في سوق المنصف الباي بالعاصمة تمت مضايقته في المدة الأخيرة من طرف أعوان شرطة فقام بإحراق نفسه بعدم يأس في الحصول على لقمة عيشه.