"ديد هيت" هو تعبير أميركي يدل على اقتراب مراكز المتنافسين في السباق بصورة تجعل تحديد الفائز أمرا صعبا. ويلخص هذا التعبير حال السباق الانتخابي الأميركي قبل ساعات من بدء المناظرة الرئاسية الأولى بين مرشحة الديموقراطيين هيلاري كلينتون، ومرشح الجمهوريين دونالد ترامب. استعداد المرشحين وآمال الناخبين تختلف أهداف وطريقة استعداد كل من المرشحين، فبينما عكفت هيلاري كلينتون على دراسة شخصية رجل الأعمال الأميركي والمشاركة في مناظرات وهمية يلعب فيها أحد مساعديها دور ترامب، تشير مصادر من داخل حملة السياسي الجمهوري عزمه على "الارتجال" كما فعل في مناظرات حزبه السابقة، إضافة إلى التحدث مع معاونيه السياسيين. نصائح للفوز أما المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، فنصحها الرئيس الأميركي باراك أوباما ب"أن تكون على طبيعتها"، وسياسيون ديموقراطيون بأن تترك مجال الحديث لترامب "لأنه حتما سيرتكب خطأَ". وصرحت السيناتور الديموقراطية كلير مكاسكيل لموقع "بوليتيكو" أن المرشح الجمهوري "لن يقول شيئا مفيدا، وسيكون ذلك واضحا" أثناء المظاهرة. ويرى موقع CNN الإخباري أن ترامب يعتمد على ترك البساط لمنافسيه لانتقاده أو مهاجمته، ثم الرد عليهم بطريقة أكثر قوة. أما هيلاري، فمن المتوقع أن تستغل المناظرة للتواصل المباشر مع ناخبيها، وهو الأمر الذي صرح محللون أنها لم تنجح فيه إلى الآن. وبالنظر إلى نقطة قوة كلٍ من الناخبين، فإن أفضلية هيلاري تكمن في قدرتها على الحديث بصورة مفصلة، تظهر خبرتها الواسعة، عن القضايا التي تهم الناخبين الأميركيين. وهو ما قد يعجز عنه ترامب، الذي اعتمد في المناظرات السابقة على الجمل القصيرة وكثرة عدد المنافسين،بحسب وكالة رويترز. وعلى الجانب الآخر، يعتمد المرشح الجمهوري على خبرته بعالم الإعلام، وتمتعه بحضور قوي يجذب اهتمام المتابعين، وهو ما يمثل نقطة لصالحه أثناء المناظرة المرتقبة. شكوك وبالحديث عن المصداقية، فإن كلا المرشحين مطالبان بإزاحة شكوك تتعلق بالشفافية عند الحديث أمام الجمهور، فالمرشحة الديموقراطية لا تزال تعاني من الآثار السلبية لإصابتها بالالتهاب الرئوي أثناء حملتها، والذي واجهت بسببه انتقادات تتمثل في عدم اعترافها بمرضها ومحاولتها إخفاء الحقيقة. وهو ما يضيف إلى اتهامات لها ب"إخفاء المعلومات والسرية"، ما جعل 56 في المئة من الأميركيين يرون أنها تفتقد إلى الصدق، طبقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ويواجه دونالد ترامب شكوكا مماثلة، بسبب رفضه المستمر لإظهار عوائده الضريبية، وتحميله هيلاري كلينتون مسؤولية إطلاق شائعات تنفي ولادة أوباما بالولايات المتحدة، وهو الأمر الذي أكدت صحف عدة عدم تسبب كلينتون به. لمن سيكون الفوز؟ وبخصوص الفائز المحتمل، فإن استطلاعات الرأي ترجح كفة كلينتون للفوز، إذ يرى 76 و59 في المئة من الديموقراطيين والجمهوريين أن المرشحة الديموقراطية هي الأوفر حظا في هذه المناظرة. ويُقصد "بالفائز المحتمل" المرشح الأقوى حجة والأكثر وضوحا، والأقدر على إقناع عدد من الناخبين، الذين لم يقرروا بعد خيارهم في الانتخابات. ويعتقد آخرون أن هذه المناظرة "لن تغير الكثير" بخصوص حظوظ المرشحين: وأبرزت صحيفة نيويورك تايمز أهم الأسئلة التي ستجيب عنها المناظرة بين كلينتون وترامب، مثل: هل يثبت ترامب أنه يصلح رئيسا للبلاد؟ وهل ستخفي كلينتون من نبرتها الاستعلائية أمام مرشحها عديم الخبرة؟ وهل سيستطيع ترامب التركيز طوال فترة المناظرة؟ ومن المتوقع أن تكسر هذه المناظرة رقم المشاهدين القياسي الذي سُجل أثناء مناظرة الديموقراطي جيمي كارتر والجمهوري رونالد ريغان في تشرين الأول/ أكتوبر 1989 وبلغ حوالي 80 مليون مشاهد، بحسب مؤسسة نيلسن.